تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


للقمامة فوائد.. فماذا عن خيارات الاستثمار?!

بيئة
الأربعاء 15/6/2005م
عمر اللحام

البيئة تطهر بمعالجة النفايات بالطرق الفنية والمعالجة تزودنا بالكهرباء وغاز الميتان والأسمدة, وتصنيع أربعين مادة.

القمامة التي تخلفها المجتمعات السكانية كبيرة وتزداد يوماً إثر يوم وبات الأمر ملحاً للتخلص منها بطرق علمية ذات جدوى اقتصادية ووضع الحلول المجدية لها موضوع التنفيذ حفاظاً على صحة الفرد والبيئة والاستفادة منها اقتصادياً بمجالات عديدة.‏

وتعتبر محافظة دمشق البادئة بتلك التجربة حيث أقامت معملاً لمعالجة القمامة منذ عام 1990 وباتت تلك التجربة محط أنظار مختلف المراجع البيئية من منظمات عالمية وإقليمية بحيث أضحت تجربتها الناجحة مثلاً يقتدى به.‏

إن معمل المعالجة بدمشق هو المعمل الوحيد الفعال تقريباً بقطرنا ويعمل وفق ورديتين وعدد العاملين فيه يتجاوز /60/عاملاً ونحن اليوم نتأمل الماضي ونعيش الحاضر ونتطلع إلى المستقبل نرى أن المحافظة أصبحت قادرة على معالجة النفايات الصلبة وفق أحدث الطرق للتخلص منها جراء إحداثها هذا المعمل الذي يقوم بتحويل القمامة المنزلية إلى سماد عضوي محسن للتربة, ولمعالجته يتم حفر جور فنية لردم النفايات الفائضة عن حاجة المعمل, وردم مخلفات المعمل يتم وفق أحدث الطرق الفنية, حيث تم إنشاء محارق خاصة لمعالجة نفايات المشافي وحرقها أيضاً ويتم ردم بقايا الحرق بشكل فني, وتم أيضاً إحداث طرق فنية جديدة لاستخلاص غاز الميتان الناتج عن تخمر القمامة في المقلب القديم حيث يتم طمر القمامة والبقايا في حفر واسعة أحدثت لهذا الغرض ثم تغطى بطبقات من التراب لمنع تكاثر الذباب والحشرات وتطاير المكونات الخفيفة للقمامة وانتشار الروائح الكريهة وحدوث حرائق للحصول على بيئة نظيفة, وإن الأسمدة التي تنتج عن هذه المعالجة مطلوبة بشكل كبير من قبل الإخوة الفلاحين حيث يتم بيع المنتج بشكل مباشر وبسعر تشجيعي بما يعادل 175 ل.س إلى المتر المكعب الواحد دوكما ويمكن تعبئة هذا المنتج وفق أكياس أو عبوات مختلفة القياسات تتسع من 30 إلى 40 كغ لكل كيس وأن قانون العرض والطلب لهذا المنتج يتبع الأحوال الجوية وكميات الأمطار الهاطلة وطبيعة المواسم وما تخلفه من نفايات وللمعمل متعاملون معه من الأخوة المزارعين ويزدادون عاماً إثر عام كون أسعار المعمل تشجيعية, فكمية 2-3 أطنان دوكما من السماد تكفي دونماً, بالنسبة لمحاصيل الخضار وأشجار الفاكهة المروية من 1.5 - 2 طن من السماد يكفي دونماً بالنسبة لمحاصيل الخضار وأشجار الفاكهة البعلية بحيث يتم إضافة تلك الأسمدة بعد الحصاد بخلطها بالتربة, بالنسبة للزراعات البعلية وقبل الزراعة يتم خلطها بالتربة أيضاً المروية, وهنا يجب أن نلاحظ نقص الكميات من السماد بالنسبة للأراضي البعلية وهذا يعود للميزة التي يتمتع بها السماد المنتج من هذا المعمل فهو يساعد التربة لفترات أطول, وأقول إن إنتاج هذه الأنواع الجيدة من الأسمدة لما كان له أن يكون لولا المراحل التي تمر بها هذه الأسمدة بالمعالجة وفق أسس علمية تبدأ بوزن الكميات وحفر معدة لاستقبال القمامة ومن ثم طحنها وغربلتها إلى قسمين الأول للغربلة العضوية بحيث تنتقل إلى مغناطيس كهربائي لتخليصها من القطع المعدنية الصغيرة, والقسم الثاني ويمثل إعادة غير القابل للمعالجة, تنقل عبر سبر خاص إلى مغناطيس كهربائي ليتم كبسها على شكل بالات ترسل إلى معمل القضبان الحديدية أما الجزء المتبقي من القمامة فهي نفايات مرفوضة, أي للاستفادة منها يتم كبسها في حاويات مغلقة وتنقل إلى المقلب العام حيث يتم دفنها تحت التربة.‏

أما ساحة التخمير وهي من أهم أجزاء المعمل فمزودة بشبكة من خطوط التهوية لتزويد القمامة المعالجة بالهواء, فتبقى القمامة في ساحة التخمير مدة /36/يوماً تقلب خلالها بواسطة آليات التقليب والتي يتم بواسطتها إضافة الماء إلى القمامة إذا دعت الحاجة إلى ذلك بعد ذلك تنقل القمامة إلى قسم المعالجة الناعمة فيقوم بطحن الكمبوست وتنعيمه ثم تخليصه من الشوائب (حصى + زجاج + قطع بلاستيكية) بعد ذلك يفرز إلى نوعين أول وثاني وبوحدة التعبئة يتم بواسطتها تعبئة الكمبوست في أكياس خاصة.‏

وإن المعمل يمكن تطويره بإضافة محطة فرز المواد القابلة لإعادة التدوير بحيث يتم استبعاد جميع المواد غير القابلة للتحويل قبل دخولها معمل المعالجة والمعامل هذه تختلف تكلفتها من منطقة إلى أخرى ومن معمل إلى آخر وفق الحاجة لطرق المعالجة من الممكن أن ما تحتاجه محافظة صغيرة غير ما تحتاجه محافظة أكبر, إضافة إلى اختلاف أنواع القمامة وطبيعة قمامة كل محافظة, هذا الأمر ساقني للتساؤل هل يا ترى هناك دراسات لدى محافظات القطر بهذا الصدد وفق دفتر الشروط المعد لهذا الغرض بغية إعداد الدراسات لكل محافظة على حده بما يخصها, وعن كيفية استثمار القمامة وهل يمكن أن تعلن مزايدات وطنية أو عربية أو أجنبية لاستثمارها لتعود بالنفع على الوطن بدلاً من الأعباء التي تتحملها الخزانة للتخلص من القمامة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية