تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ندوة صحفية عن بيئة الحسكة...الضرورات تتطلب معملاً لمعالجة القمامة...وتوفير شبكات الصرف الصحي ..!!

بيئة
الأربعاء 15/6/2005م
يونس خلف

منذ سنوات والبيئة تدق ناقوس الخطر ورغم الاستجابات القليلة لها إلا أن خطرها أصبح حقيقيا ومؤثرا في النظام البيئي والاخلال بموارد الطبيعة,

وإذا كانت مسؤولية درء هذا الخطر تقع على الجميع مؤسسات وأفراد فإن للاعلام ومن خلال وسائله المختلفة الدور الكبير في ترسيخ بعض العادات والسلوكيات الايجابية بدءا من حسن استعمال القمامة الى ترشيد استهلاك المياه والطاقة والحفاظ على الصحة العامة ومكافحة التلوث, من هنا جاءت مبادرة لجنة الصحفيين بالحسكة لإقامة ندوة حول دور وسائل الإعلام في نشر الوعي البيئي بالتعاون مع نقابة المهندسين ومديرية البيئة بالحسكة.‏

الوعي البيئي:‏

تضمنت الندوة التي أقيمت في مديرية حقول الجبسة للنفط عدة محاور تناولت أسباب التدهور البيئي في محافظة الحسكة والاجراءات المتخذة في حقول النفط بالجبسة للحد من التلوث الناتج عن انتاج النفط ودور الاعلام في بناء الوعي البيئي, وقد أتيح لكاتب هذه السطور أن يتناول المحور المتعلق بدور الاعلام في نشر الوعي والاشارة الى مصادر التلوث ومواجهة أصحاب الشأن من أجل ايجاد الحلول المناسبة, وقد حاولنا أن نبين على قاعدة هذا المحور أهمية أن تتوافر البيانات والمعلومات المتعلقة بالمشكلات البيئية للاستفادة منها في معالجة هذه المشكلات لأن حماية البيئة ليست مسؤولية الأجهزة الحكومية أو المؤسسات العاملة في مجال البيئة فقط وإنما لا بد من مشاركة الجميع ومؤازرة هذه المؤسسات, كما أن التشريعات والقوانين الخاصة بحماية البيئة لا تكفي إلا إذا أدرك كل مواطن أهمية الحفاظ على البيئة, ولا يمكن أن يتوافر مثل هذا الادراك بدون المعارف البيئية الصحيحة, وكان لا بد من التوقف عند مفهوم الوعي البيئي الذي غدا مطلبا أساسيا لكل مواطن كي يصبح قادرا على مواجهة تحديات ومشكلات البيئة الى أن تصبح مسألة الحفاظ على البيئة حاجة من حاجات الحياة اليومية, وفي السياق أيضا توقفنا عند أهم الاتجاهات الايجابية نحو البيئة وكيف يمكن تكوين هذه الاتجاهات ولا سيما نحو الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والاتجاه المضاد نحو تلويث البيئة.‏

التلوث الناتج عن النفط:‏

حول التلوث الناتج عن إنتاج النفط والاجراءات التي تمت للحد منه تحدث المهندس سليمان عباس مدير حقول الجبسة موضحا أن المديرية قامت بالعديد من الاجراءات منها تنظيم جر الغاز المرافق من مواقع المحطات الى معمل الغاز للاستفادة منه ومن المكثفات والكبريت المرافق له كما هو الحال في معمل غاز الجبسة, واستثمار الغاز الطبيعي المرافق في المواقع البعيدة في تسخين النفط بالمواقع في المراجل والسخانات بدلا من استخدام المازوت وذلك لسهولة معالجة وجريان النفط في لخطوط.‏

وكذلك استثماره في بعض المواقع لتوليد الطاقة الكهربائية كما هو الحال في حقل التيم واستخدام الغاز الطبيعي بدلا من البنزين كوقود للآليات وفي هذا السياق أوضح المهندس عباس أن المديرية قامت بتنفيذ محطة وقود غازية لتزويد آلياتها بالغاز وتم تحويل 45 آلية في حقول الجبسة لتعمل على الوقود الغازية ويجري الاعداد لتحويل 100 آلية أخرى, واستعرض مدير الحقول اجراءات معالجة المياه الطبقية التي يتم التخلص منها عبر تصريفها في آبار خاصة غير منتجة معدة لهذا الغرض كما هو الحال في محطتي جبسة وتشرين مشيرا الى معالجة تلوث المياه السطحية والوقائية من التلوث الشعاعي وتجميع النفايات في منطقة بعيدة وحرقها بواسطة خط من الغاز المرافق المهدور تم تمديده للاستفادة منه في حرق هذه النفايات.‏

مصادر التلوث:‏

وحول أسباب التدهور البيئي في محافظة الحسكة تحدثت في الندوة المهندسة رئيفة أسبر مديرة البيئة بالحسكة مشيرة في البداية الى أهم المشكلات البيئية التي تعاني منها المحافظة وفي مقدمتها نقص المساحات الخضراء في المدن والتعدي على ما هو موجود رغم قلته, وكذلك مشكلة النفايات الصلبة والمكبات القديمة اضافة الى مشكلة النفايات الطبية الناتجة عن المشافي والعيادات والتي تختلط مع باقي أنواع النفايات وتكون عرضة للعبث من قبل نابشي القمامة بدون أي رادع.‏

وأشارت في حديثها الى استنزاف الموارد المائية في الزراعة بسبب الاستمرار في طرق الري التقليدية والى الغبار المنبعث من المنشآت الصناعية ومن هذه المنشآت محلج القطن والصوامع ومجابل الإسفلت اضافة الى تربية المواشي ضمن بعض الأحياء السكنية.‏

ورأت مديرة البيئة ضرورة إنشاء معمل لمعالجة القمامة وتمديد شبكات للصرف الصحي في كل المناطق السكنية وإنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف قبل صرفها الى الأنهار, وضرورة إلزام كافة المنشآت الصناعية تنفيذ دارة مغلقة للمياه ضمن المنشأة وأيضا إلزام المشافي العامة والخاصة بتنفيذ محرق نظامي للفضلات الطبية كي لا يتم خلطها مع النفايات الصلبة.‏

ويمكن القول إن الحوارات التي جرت خلال الندوة عكست الحاجة المستمرة لفعاليات من هذا النوع للتذكير بالمشكلات البيئية الموجودة وتقديم التصورات اللازمة لتجاوزها اضافة الى بناء قاعدة واسعة للوعي البيئي وهذا هو الهدف الذي أقيمت من أجله الندوة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية