في الوقت الذي تشير فيه إلى عجز محطات التوليد الموجودة عن تلبية الحاجة المتزايدة للغاز مع التزايد الكبير لاستهلاك المشتقات النفطية, وسياسة رفع الدعم عن مادة الفيول.
وقال مدير مركز بحوث الطاقة المهندس عبد الهادي زين ( للثورة): (إن الحكومة تتابع الخطوات التي بدأتها بشأن دراسة الطلب على الاقتصاد السوري, وتحديد الإمكانيات المتاحة للمساهمة في ميزان الطاقة الوطني من خلال تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة التي تسهم في ميزان الطاقة بما لا يقل عن 3% وتؤدي إلى تخفيف انبعاثات الغاز بنحو 900 ألف طن سنوياً من ثاني أوكسيد الفحم وتوفر سبعة آلاف فرصة عمل.)
ويشير الواقع إلى معدلات استهلاك مرتفعة تعود إلى تزايد الاستثمار الصناعي الذي ضاعف الطلب على الطاقة بنسبة 10% إذ بلغت قيمة استهلاك القطاع الصناعي نحو 1,5 مليار كيلو واط ساعي,ما يعادل مليون طن مكافىء نفط بينما وصل الطلب على الكهرباء في الصناعة التحويلية إلى 5020/ج.و.س ونحو 1412 ألف طن نفط,وما يعادل 1,41 م.م3 يومياً من الغاز, وتوقعت وزارة الكهرباء إمكانية توفير نحو مليار كيلو واط ساعي من الكهرباء و350 ألف طن وقوداً مكافئاً مايعادل قيمة 120 مليون دولار,إذا ما تحقق وفر في الاستهلاك الصناعي بنسبة 10% ويعاني مشهد الطاقة من غياب التشريعات الخاصة بتلبية متطلبات الكفاية,وعدم توفر البنى المؤسساتية المعنية بموضوعات الحفاظ على الطاقة,فضلاً عن غياب الوعي والمعرفة في هذا المجال ويؤكد زين (على ضرورة تسعير مشتقات الطاقة والكهرباء وفق التكلفة الفعلية, وتقديم الدعم بشكل مباشر إلى ذوي الدخل المحدود,وإحداث قواعد البيانات وتحليل المعطيات,والأهم حسب رأيه استصدار التشريعات اللازمة للتشجيع على تصنيع واستيراد التجهيزات ذات الكفاية الطاقية العالية.)
ويشكل تطوير استخدام الطاقة المتجددة حاجة لتحسين القطاعين الزراعي والريفي عن طريق زيادة الإنتاج الزراعي,وخفض أسعاره بهدف التصدير,وخلق صناعات محلية لنظم الطاقة وفرص عمل جديدة ووقف الاستيراد الحالي لبعض المشتقات النفطية وخفض الاستيراد المستقبلي للوقود الأحفوري.
وتعكف وزارة الكهرباء على مراجعة الوضع الحالي للطاقات المتجددة بما يحقق المساهمة كجزء في ميزان الطاقة الوطني لاسيما في المناطق الريفية علماً أن هناك ست قرى ريفية غير منارة بالكهرباء حظيت أخيراً بالطاقة الشمسية.
وتستهدف الطاقة المتجددة دراسة الطلب على الاقتصاد السوري والقرى الدافعة من أجل تطويرها والدور الكامن للطاقة المتجددة وتحديد آلية العمل التشريعي والسياسي للطاقة ومراجعة الخطط والبرامج المالية وإزالة العوائق التشريعية والإدارية.
وتعتبر سورية غنية بالطاقة المتجددة,واستثمارها يساعد على ديمومة التطور الصناعي خصوصاً وأن بعض المشاريع غير ملزمة حالياً,بتخصيص رؤوس أموال ضخمة لنشر تقانات الطاقة المتجددة إنما تسعى إلى تطوير استخدامات الطاقة المتجددة لتحقيق وفر سنوي من الطاقة الأولية.
ويتوقع وزير الكهرباء عدم اكتمال مشاركة الطاقة المتجددة في التطور الاقتصادي والاجتماعي,بوجود الهدر الطاقي في قطاعات البناء والصناعة والنقل.
وتشكل تكاليف الاستثمار المالية,لمشاريع الطاقة المتجددة,وعدم توفر التمويل اللازم لتنفيذها أبرز المعوقات التي حالت دون انتشارها, إضافة إلى غياب المعرفة التكنولوجية لتطبيقاتها وعدم توفر الخطط الواضحة لاستثمارها والجهل بالتقديرات الصحيحة لمصادرها.