قال ديبلوماسي قبرصي رفيع في واشنطن, إن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يشكل أهمية كبرى على صعيد حل أزمة الجزيرة المنقسمة منذ العام .1974
وقال أوروبيدس أفريفياديس سفير قبرص لدى واشنطن خلال حفل غداء أقامه مركز نيكسون للأبحاث في العاصمة الأميركية أمس الاول نقف إلى جانب انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي .
وأضاف أفريفياديس يحل الاتحاد الأوروبي المشاكل عندما يتعاطى بها.
لقد تمكن من توحيد الألمان والفرنسيين, وسيقوم بالشيء نفسه بالنسبة لقبرص.. إن انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي حيوي من أجل السلام والاستقرار والازدهار على المدى الطويل في المنطقة .
وكانت قبرص المستعمرة البريطانية السابقة قسمت إلى جزئين : جمهورية قبرص - في القسم اليوناني الجنوبي - والقسم الشمالي التركي وعلى الرغم من أن القسم المعترف به دولياً فقط انضم إلى الاتحاد الأوروبي في الأول من أيار من العام الماضي, فإن القبارصة اليونان يحملون جواز سفر أوروبي ويحصلون على جميع الحقوق الأوروبية, فيما أن القبارصة الأتراك لا يحصلون على هذا الامتياز ولا تعترف بجمهوريتهم سوى تركيا لوحدها.
وقال أفريفياديس إنه يأمل أن لا يؤدي رفض الناخبين الفرنسيين والهولنديين للدستور الأوروبي في نهاية الشهر الماضي إلى التأثير على جدول مباحثات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي التي من المقرر انطلاقها في 3 تشرين الأول المقبل.
ووافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس الاول على اتفاقية اعتماد الاتحاد الجمركي مع تركيا والأعضاء ال¯ 10 الجدد في الاتحاد الأوروبي, بمن فيهم قبرص, مما يجعل من مباحثات انضمام تركيا إلى الاتحاد تخطو خطوة كبيرة إلى الأمام. وما أن تصدّق تركيا على الاتفاق حتى تكون استكملت جميع الشروط المنصوص عنها للبدء بمفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وتأمل قبرص أن لا يتم التركيز بشدة على مسألة انقسامها, الأمر الذي كرر قادة الاتحاد الأوروبي أنهم يرغبون في حلها إذا أرادت تركيا الانضمام إلى النادي الذي يتخذ من بروكسل مقراً له. لكن السفير القبرصي أشار إلى أن المصالح الأميركية المرتبطة بتركيا, التي لها حدود مشتركة مع العراق وإيران قد تتفوق على مصالح دولة صغيرة مثل قبرص.
وانتقد السفير أفريفياديس المشرعين الأميركيين لما اعتبره سياسة خارجية غير عادلة تجاه نيقوسيا; وقال إنه خلال جلسة للكونغرس الأميركي في وقت سابق من العام الحالي, قيل إن أحد الخيارات السليمة السياسية للولايات المتحدة لتحسين علاقتها مع تركيا, هو من حيث المبدأ التخلي عن قبرص .
وتساءل أفريفياديس كيف تعتقدون أني أشعر كقبرصي ? إذا كان يتم استخدام بلادي كورقة طرنيب بالنسبة للسياسة الخارجية لدولة أخرى ? .
والمسألة القبرصية التي كان ينظر إليها على أنها مجال لحوادث عنف متكررة منذ ما يقارب أربعة عقود, هي على لائحة المشاكل الواجب حلّها بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة. وفي خطة توحيد دعمتها المنظمة الدولية, وسهّلت المباحثات المباشرة بين زعماء قسمي الجزيرة, جرى تنظيم استفتاء شعبي في اليوم نفسه في الشمال والجنوب في نيسان الماضي. ودعم القبارصة الأتراك خطة إعادة توحيد الجزيرة فيما رفضها الناخبون في القسم اليوناني منها.