وهو ما فعله بعفرين وريف حلب الشمالي أيضاً في عدوانه عليهما واحتلاله لهما.
هذا التتريك المتعمد يكشف المزيد من فصول وتفاصيل وأهداف هذا العدوان الأردوغاني الذي يقترب من إكمال شهره الثاني، وليكون مهمته إحداث فصل ومنفذ إرهابي يستثمره اللص أردوغان أولاً عبر تلك الثلة التي ينقلها لمزيد من أطماعه وحقده الدفين ولصوصيته التاريخية والتي يتقاسمها مع ترامب، الذي يبدو أنه أعطاه مؤخراً خلال زيارته لواشنطن، إشارة موافقة إضافية على ممارسة المزيد من هذا الإجرام والعدوان، وفي طرد سكان المدينة الأصليين وتهجيرهم لإسكان تلك المرتزقة وتدريسهم اللغة التركية التأكيد الذي لا يحتاج إلى استفاضة في الشرح ولا مزيد من الدلائل والقرائن عليه، فالواقع بإحداثياته يتحدث وبصورته الحية يفنّد إحدى خفايا العدوان.
هنا من جديد يذوب ثلج المزاعم والحجج الواهية التي تبجح بها النظام التركي وأطلقها مع بدء عدوانه، وبان مع هذا الذوبان مرج أردوغان الخسيس، وكذبه ونفاقه، وانكشف معه الدور الجديد لتلك المخيمات والمجموعات والمرتزقة التي يؤويها في ضيافة استخباراته، كحبل سرّي وحزام ناسف.
عمليات التغيير الديمغرافية هذه تفضح أجندات أردوغان السياسية والجغرافية وأبعادها أكثر مما سبق، وما محاولات تكريسها إلا جزء من منظومة الحرب الإرهابية الكبرى على سورية، ولا تخرج عن محدداتها أو تفاصيلها المرسومة وبأبعادها الممتدة إلى ما بعد حدود مكانها في غرف الناتو الأطلسي المظلمة، ولهذا يلهث النظامان التركي والأميركي لمنع تحريرها من الإرهاب الذي ينوب عنهما.
الجيش العربي السوري على مشارف تحرير وتطهير واسترجاع كل المناطق المحتلة والمعتدى عليها تركياً وأميركياً، تسانده في ذلك المقاومة الشعبية التي تتجهز لتشكل عامل رعب إضافي لمنظومة العدوان تلك وأوهامها بالبقاء على أرض سورية، وستفشل كل محاولات التتريك والأمركة، وفي استرجاع الجيش لمناطق جديدة ما يبدد تلك الأوهام ويحطم تكريس هذه الفوضى الإرهابية.