تتعجب وأنت تستمع إلى الآراء والمقترحات والحسابات الرياضية والجمع والطرح وما إلى ذلك في حساب الزيادة الأخيرة على الرواتب وما قد تحسن في الوضع المعيشي يلازمها تماماً الحديث المسهب في الأرقام والبيانات عن أنواع السلع والمواد التي جن جنونها في الأسواق رغم أن الجهات الرقابية استنفرت وانتشرت دوريات حماية المستهلك في الأسواق بهدف كبح جماح الأسعار الملتهبة أساساً بداعي ارتفاع سعر الصرف وأضيف إلى هذا العامل موضوع زيادة الأجور والرواتب «فولعت الأسعار».
فالتسعيرة التي يتم وضعها شيء والواقع بالنسبة لحركة البيع والشراء شيء مخالف تماماً وحركة الأسواق تؤكد ذلك يومياً حتى إن الأجهزة الرقابية ومهما سيّرت من دوريات وكثفت من حملاتها لن تعالج ارتفاع الأسعار إلاّ جزئياً لأسباب نعرفها جميعاً منها ما هي أسباب موضوعية وأخرى ذاتية تتعلق بنا نحن البشر....!!
وما يؤكد ذلك هو عدد المخالفات والضبوط التي تم تنظيمها خلال الخمسة أيام الماضية بعد مرسوم الزيادة، حيث تم تسجيل أكثر من 600 مخالفة في السعر وإغلاق 150 منشأة في ثلاثة أيام فقط، وهذا نموذج وبالتأكيد هناك مخالفات وتجاوزات أكثر من ذلك بكثير...!!
دائماً هناك من يستغل ويستثمر ويزداد جشعاً عند كل استحقاق ويعمد إلى رفع أسعار المواد والسلع دون أي رادع سواء أكان أخلاقياً أم قانونياً وهذا يحتاج إلى تشديد في القوانين والتشريعات إضافة إلى تشديد الرقابة من قبل الجهات المختصة يضاف إليها رقابة المواطن التي لا تزال حتى الآن هزيلة وضعيفة ولا تخرج من دائرة التنظير والكلام والشكاوى الشفهية من باب التذمر ولا تسلك الطرق الصحيحة وإتباع إجراءات القانون والمتابعة كما أن فوضى الأسعار هذه شملت أجور النقل أيضاًـ حيث يتقاضي السائقون أضعافاً مضاعفة عن التسعيرة التي تضعها الجهات المعنية بالنقل وهذا ما نلحظه أكثر على خطوط الأرياف باتجاه المدن وفي هذا حدث ولا حرج...!!
المواطن أرهقته وزادت من همومه كثيراً أسعار المواد والسلع وحاجيات الحياة اليومية وأتعبته الظروف والأحوال والأعباء الحياتية لكنه رغم كل ذلك صابر وصامد ولسان حاله يقول: لا بد أن تفرج...!!