فأن يضطر الوفد الوطني لمغادرة المقر الأممي لأن هناك من تمهل وربما عرقل اقتراحه لجدول أعمال تناقش فيه الأمور الدستورية على مرتكزات كرفض الاحتلال والالتزام بوحدة وسيادة سورية فهذا مايشكل مؤشرا لقياس نسب التعاطي الجدي لدى الوفد الآخر مع هذه اللجنة والنية الحقيقية للدول التي تقف وراءه فالدستور لايصاغ ولايكتب الا في ظل واقع البلد وإرادة الشعب وليس في بيانات الاستعراض الخارجي «للديمقراطية «
طالما أن الرد بقبول مقترح الوفد الوطني كان متمهلا أو خضع للمراجعات فهذا يعني أن البيئة الوطنية لهذا الحوار تحتاج مزيدا من الانضاج بالنسبة للأطراف المتعنته والمعرقلة لمثل هذا المقترح
نحن في حالة حرب وهناك من يحتل ويحاصر ويشن عدوانا على سورية .. ودستور أي بلد لاينفصل عن واقعها وهو إن كتب بوطنية عالية ولحظ الواقع في زمن الحرب فهذا يعني أن الدستور قادر على صون البلاد في وقت السلم وعلى الطرف الآخر ان يعي ذلك ويؤمن به والا أصبحت لجنة مناقشة الدستور في خطر التدخل الخارجي..
فمن لايعترف بأردوغان محتلاً ولا بإسرائيل عدوا ولا بأميركا استعماراً فليس مؤتمنا على دستور السوريين ..فلماذا التمهل في الانطلاق من الثوابت الوطنية والمرتكزات التي تهم الشعب السوري!
سنكون منفصلين عن الواقع إن لم نتوقع أن هناك أطرافا خارجية تتسلل الى اللجنة وأن من يعتدي على سورية أرضا وجوا هو ذاته من يصوب الى أعمال اللجنة ..فالمعركة السياسية لم تتوقف يوما وان بدت للوهلة الأولى في عمل اللجنة ميسرة أكثر من غيرها..
والدليل أن المبعوث الأممي غير بيدرسون بدا متفائلا جدا مع الجولة الأولى ولكنه مع الجولة الثانية حذر المجتمع الدولي من اللعب بالنار أكثر في الملف السوري .. لدى بيدرسون معلوماته ولدينا مؤشراتنا ..والكثير من التطورات في اللجنة مايحدد اتجاهات الجميع الى أن تستطيع الوصول الى مايريده السوريون والسوريون فقط .