وقال مدير متحف الأرميتاج الحكومي الروسي ميخائيل بيوتروفسكي: إن «النموذج الرقمي المصمم من قبل الخبراء الروس والذي يعتبر هدية من روسيا إلى الدولة السورية هو أفضل نموذج معماري هندسي لتدمر».
من جانبها ذكرت ناتاليا سولوفيوفا المسؤولة في معهد تاريخ الثقافة المادية في أكاديمية العلوم الروسية الذي قام بتصميم النموذج أن «الخبراء الروس قاموا برقمنة كل موقع وكل حجر في تدمر حيث أصبح ممكنا الآن رؤيته بكل تفاصيله وقياساته».
بدوره أوضح ايغور بلوخين الباحث في المعهد نفسه أن النموذج الرقمي يغطي مساحة تقدر بـ 20 ألف متر مربع ولكل صورة فيها تموضع جغرافي واضح ويتيح رؤية أجسام بحجم هاتف نقال.
وأشار بلوخين إلى أن النموذج سيطلع الخبراء القائمين بأعمال إعادة ترميم المدينة الأثرية على حالتها وما تم تدميره أو تضرره من إرثها.
ومن جهته بين السفير حداد في كلمة له أمام المنتدى أن هذا النموذج الفريد سيسمح بوضع خطط ملائمة لإعادة إعمار مدينة تدمر الأثرية معبرا عن الشكر العميق لروسيا على هذا العمل وقال إن «روسيا وقفت إلى جانب سورية وساهمت في تحرير مدينة تدمر من الإرهاب وتطهيرها من الألغام التي زرعها إرهابيو «داعش» وهي اليوم تثبت دعمها الكبير لنا على المستوى الثقافي عبر هذا المشروع المهم للمساعدة في إعادة إعمار المدينة الأثرية».
وأشار حداد إلى أن سورية تزخر بالمواقع الأثرية التي تعود إلى مختلف الحقب التاريخية ومختلف الحضارات البشرية وتمثل مسألة الحفاظ على هذه المعالم أهمية كبرى نظرا لتعرض عدد كبير من هذه المواقع للتدمير الممنهج خلال سنوات الحرب الإرهابية عليها.
ولفت حداد إلى أن الحكومة السورية ومنذ بداية الحرب الإرهابية بذلت جهودا مضاعفة للحفاظ على المقتنيات الأثرية ولكن الارهابيين المدعومين من قوى اقليمية ودولية قاموا بنهب معظم المواقع الأثرية التي دخلوا إليها و دمروا عددا من رموز التاريخ فيها.
يذكر أن النموذج الرقمي ثلاثي الأبعاد المذكور عبارة عن أداة علمية مستحدثة ستستخدم في مراقبة حالة المواقع الأثرية في تدمر حيث سيغدو ممكنا أخذ صورة فقط لأي قطعة أثرية و مطابقتها على النموذج ثلاثي الأبعاد لمعرفة حالة الموقع ككل.
وكان الجيش العربي السوري استعاد مدينة تدمر من تنظيم «داعش» الإرهابي في اذار من العام الجاري وذلك بعد أن سيطر التنظيم الإرهابي على المدينة ودمر عددا من المباني والمعالم الأثرية فيها.