تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البوكمال تلفظ داعش.. وتدفن مشروع مشغلي التنظيم الإرهابي في وحل المدينة المحررة

الثورة - رصد وتحليل
أخبار
الاثنين 20-11-2017
ملحمة جديدة من ملاحم البطولة سطرها الجيش العربي السوري وحلفاؤه أمس باستعادة السيطرة على كامل مدينة البوكمال وبالتالي القضاء على آخر بؤر ارهابيي داعش في المدينة والتي افضت عن قتل وفرار نحو 150 من فلول التنظيم الارهابي

حيث من المرجح ان يكون الارهابي ابو بكر البغدادي زعيم التنظيم في صفوف المتزعمين الذين فروا إلى شرق نهر الفرات عبر الأنفاق.‏

وتأتي السيطرة على المدينة إثر هجوم بدأه الجيش مع حلفائه الخميس الماضي بدعم جوي روسي.‏

وكان قد تسلل ارهابيو داعش الى مدينة البوكمال بإسناد من طائرات تحالف واشنطن التي وفرت غطاء لهم مكنهم من العودة إلى المدينة بعد يومين من إعلان الجيش العربي السوري رسمياً استعادة المدينة في التاسع من الشهر الحالي.‏

وتعتبر العملية العسكرية النوعية التي نفذها الجيش العربي السوري بالتعاون مع الحلفاء والتي افضت عن استعادة مدينة البوكمال بالكامل صفعة جديدة وموجعة لتنظيم داعش الارهابي ومشغليه.‏

وقد تحدثت العديد من المواقع و التنسيقيات المحسوبة على «داعش» أن التنظيم الارهابي حشد في البوكمال مجموعة من نخبة الارهابيين، أطلق عليهم «جيش الخلافة»، لكن هؤلاء لم يصمدوا أمام ضربات الجيش العربي السوري والحلفاء، الذين وجهوا ضربة قاسية للتنظيم الإرهابي ورعاته بتحرير المدينة.‏

وبالسيطرة على البوكمال حطّم الجيش العربي السوري وحلفاؤه ما تمناه الغرب وداعمو «داعش» بعزل محور المقاومة «العراق سورية لبنان» برياً عن بعضه، واستعادتها يعني بالعلم العسكري حسم المعركة في بادية الشام.‏

وبالحديث عن الاهمية الاستراتيجية والاقتصادية لهذه المنطقة، أشار مراقبون للأحداث الاقليمية والدولية الى أن البوكمال تشكل أهم معبر بري حيوي يربط بين سورية والعراق فهي تتصل شرقاً بالمدن العراقية أنكا، القائم، الناحية، عانة، الحديثة ثم الى هيث وعقبة.‏

وتتصل غرباً بخط يؤدي الى حمص ومن حمص غرباً الى تلكلخ على حدود لبنان الشمالية، ومن حمص خط يؤدي الى حماة فادلب، وجنوباً الى دمشق وعلى طول الحدود اللبنانية الشرقية.‏

والخط الثاني ينطلق شمال غرب البوكمال باتجاه مدن الميادين، دير الزور، بحيرة الأسد فحلب وهذه المنطقة هي آخر معاقل «داعش».‏

ولفت المراقبون الى أن للبوكمال أهمية اقتصادية تتمثل بكونها منطقة مرتبطة بدير الزور ومنطقة غنية بالبترول والغاز حيث تصب فيها الانابيب النفطية السورية وباستعادتها يسقط المشروع الصهيوني الاميركي الرامي الى تقسيم سورية.‏

فعلى ضوء انتصارات الجيش العربي السوري وحلفاؤه في محافظة دير الزور حيث الحدود مع العراق ولقاء القوات العراقية والسورية، وأيضاً تحرير مدينة البو كمال آخر معاقل «داعش» الإرهابي، يكون قد فتح مجال الحديث عن استراتيجية انتصارات مزلزلة وصلت ارتداداتها لتقلب طاولات التخطيط الغربي في عواصمهم وغرفهم السوداء.‏

ولشرح وتوضيح التداعيات السياسية وتأثيرها على مخططات الغرب رأى محللون أن التقاء القوات السورية والعراقية في محافظة دير الزور ليس خبراً تطرب لسماعه الآذان الاميركية والغربية والصهيونية، والذي يختزن معانٍ استراتيجية وسياسية عديدة صنفها المحللون بالدرجة الأولى بأنه يعني توسع وتجذر القطاع الجغرافي الذي يعبر عن التواصل البري بين سورية والعراق، فبدلاً من ان يكون جسراً برياً قلقاً يهدده تواجد الاميركيون ومرتزقتهم في التنف، اصبح اليوم قطاعاً عريضاً يعبر عن تواصل حقيقي يمثل حالة مستقرة عسكرياً واستراتيجياً للقاء يحمل إبعاد التنسيق الميداني واللوجستي والاقتصادي.‏

فالتنسيق العسكري بين الجيشين السوري والعراقي في المنطقة الشرقية يرقى لأن يكون اول تنسيق مشترك بين الجيشين الشقيقين منذ حرب عام ١٩٧٣ بكل ما يمثله ذلك من معان سياسية ورمزية قومية.‏

والتنسيق هذا يعتبر رسالة هامة لمرتزقة الولايات المتحدة سواء ممن يتواجدون في التنف والشدادي او الآخرين من اصحاب الفكر الانفصالي التقسيمي الذين اصبحوا الآن امام تكامل قوتين كبيرتين خبيرتين مؤهلتين عسكرياً لخوض أي مواجهة مستقبلية، حققت أحداهما نصراً على تنوع ارهابي لم يسبق أن واجهته اي دولة على عدة جبهات في آن معاً ونعني هنا الجيش العربي السوري، وقوة أخرى دحرت الارهاب وأفشلت المشروع التقسيمي في بلدها ونعني بها الجيش العراقي.‏

بالمحصلة فإن التقاء وتكامل جهد الجيشين في جانبي الحدود يعني عملياً إجهاض محاولات التقسيم سورياً وعراقياً والتي قامت على اساس وجود كيان ارهابي يتستر بعباءة خلافة مزعومة ويستغل ارض كل من الطرفين ليعزز وجوده في اراضي الطرف الآخر.‏

وهذا الالتقاء يعزز بنية الاستقرار الدولي والسياسي لكل من العراق وسورية معاً، كما يدعم انتصارهما على الظاهرة الارهابية، وأيضاً يعزز منظومة الاستقرار الاقليمي والامن الجماعي في المنطقة، ويساهم بإنهاء واضعاف مشاريع الاحتلال والتقسيم.‏

هذا وتتجه الأمور أكثر نحو نهاية وشيكة لتنظيم «داعش» في الجبهتين العراقية والسورية بعد خسارة التنظيم الارهابي سيطرته على مدينة البوكمال الموقع الأخير الهام، بحيث يمكننا القول: إن «داعش» خسر كل معاقله الكبيرة لتنحصر سيطرته في العراق على بلدات وقرى الضفّة الشمالية للفرات، ومساحات سيطرة لا تقل عن 24 ألف كيلومتر مربع وحوالي 20 ألف كيلومتر مربع في سورية غالبيتها أراض صحراوية.‏

وكان قد دخل تنظيم «داعش» على مدينة البوكمال في الاول من تموز عام 2014، وذلك بعد معارك استمرت ثلاثة أيام مع فصائل ارهابية بينهم تنظيم جبهة النصرة الارهابي.‏

وعزز «داعش» سيطرته على هذه المدينة الغنية بالنفط، إثر مبايعة فصيل تابع لـ «جبهة النصرة» في المدينة لها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية