لكن لن يكون هذا بلا مقابل لتبدو الحفرة التي يحفرها النظام أكبر من إمكانية استطاعته الإمساك بها وهو ما تراه الصحافة العالمية التي تراقب التطورات بأدق تفاصيلها وتكشف مزيداً من خيوطها.
وجديد سبحة النظام اليوم قيام ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان بحملة اعتقالات في صفوف الجيش السعودي بدعوى محاربة الفساد.
وكالة «بلومبيرغ» الأميركية، نقلت عن مسؤول سعودي تأكيده إلقاء القبض على 14 ضابطاً متقاعداً عملوا في وزارة حرب النظام، وضابطين من الحرس الوطني، للاشتباه في تورطهم بعقود مالية فاسدة.
وتحدث مسؤول سعودي على اطلاع فيما يخص الاعتقالات والتحقيقات بدعوى الفساد في السعودية، أن الفريق الركن عبد الله بن سلطان قائد القوات البحرية السابق، أبرز المعتقلين من جهة الجيش.
وحول أمراء النظام المعتقلين، كشف المصدر أنه تم عرض تسوية عليهم ليتجنبوا المحاكمة، وفي حال الموافقة، ستجري المحادثات بواسطة لجنة خاصة لتحديد التفاصيل، مؤكداً أن التفاوض قائم حول المبالغ التي يُعتقد أنهم كسبوها بطرق غير مشروعة، وليس ثرواتهم كلها، إذ يتوقع النظام استرداد ما يقرب من 100 مليار دولار عبر التسوية مع المحتجزين.
أفعال ابن النظام والتي تجري كالجمر تحت الرماد تناولته صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية أمس فحذرت من أن سياسات وإجراءات ابن سلمان تتسبب بمزيد من الأخطار في المملكة، وأن لا مبالاة السعودية تتسبب بالبؤس ودعم الولايات المتحدة يزيد الأمر سوءاً.
وقالت في تقريرها: إن ابن سلمان في عجلة من أمره، وكذلك جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي ومستشاره، وهما معاً مزيج خطر.
وبينت أن كوشنير قد زار السعودية واجتمع بولي عهد النظام حتى ساعات الفجر، وأعقب ذلك ثلاثة تطورات كبرى؛ منها حركة التطهير التي قام بها ابن سلمان في أوساط الحكم ورجال الأعمال السعوديين، وما سمته الصحيفة الانقلاب الصامت في لبنان، وذلك بإجبار الحريري على الاستقالة، وثالثاً: فرض حصار على الموانئ اليمنية والذي يهدد بكارثة إنسانية.
وقالت: رغم هذا لم يوجه البيت الأبيض لابن سلمان أي انتقادات، بل عبر ترامب عن دعمه للحملة في تغريدة له على «تويتر».
لكنها رأت أن العلاقة الخاصة بين كوشنر وابن سلمان تسببت بقلق للدبلوماسيين الأميركيين ووزارة الحرب «بنتاغون»، حيث قال مسؤولون أميركيون لصحيفة النيويورك تايمز: إن كوشنر لم يقدم لهم تقريراً عن اتصالاته.
وأوضحت أن كيفية إدارة الولايات المتحدة سياستها الخارجية هي شأن خاص بها، لكن حين يتسبب ذلك في زعزعة استقرار منطقة مضطربة أصلاً فإن ذلك يصبح شأن الجميع.
وختمت افتتاحيتها بالقول: إن السعودية تتعرض لضغوط منها: انخفاض أسعار النفط، وإن سلوك ابن سلمان اللا مبالي إلى جانب سلوك شريكه اللا مسؤول في البيت الأبيض يتسببان في الأخطار.