أن تسقط باكورة أعمالها من الإسلام السياسي في محور التلاقي العسكري بين بغداد ودمشق،
ويصل صوت الطلقة المقاومة مضاعفاً الى آذانها مجهزاً على البغدادي وخارقاً جدارها السياسي.. وصارخاً من عمق البيداء لثأر الشعبين السوري والعراقي.
اليوم .. انتصارنا في المنطقة الشرقية مختلف طعمه في حلوق الغرب وقد يبلغ ذروة مرارته في فم واشنطن التي ابتلعت لسانها بين الميدان والسياسة، وضاعت في عرض الصحراء السورية بعد أن فقدت دليلها الداعشي لسراب «الفوضى الخلاقة» وتلاشت إشاراتها الى التنف في الحدود السورية العراقية، فأصبح البث هناك ذاتياً وبدأت ميليشيا» جيش مغاوير الثورة» بتعبئة فراغ برامجها بأفلام «الكرتون الميداني» التي بدأتها بفصل 180 مسلحاً منها لعدم التزامهم بالدوام الرسمي!!.
فحرد» الاحرار» وعادوا الى مخيم الركبان في الأردن يضربون أخماسهم بأسداس الملك الأردني الذي فقد هو الآخر ولي أمره في الملف السوري، وتاه في المعادلات الإقليمية الجديدة التي تأكل فيها إسرائيل بعد ان جاعت «أولادها» وتهدد الأردن بعد خيبتها في الجنوب بأن تكون «الوطن البديل» .. فلا بديل «لتل أبيب» بعد ما أنجزته سورية من انتصارات عسكرية سوى اللعب على الرقع المتبقية من الشطرنج الملكي والنفطي.. فأميركا التي انكسرت شوكتها في البوكمال لم تعد رأس الحربة الإسرائيلية كما يقول المسؤولون في كيان الاحتلال، ولا وزن لإسرائيل في الكفة الروسية لذلك بعث نتنياهو بلاعبي الشطرنج لديه الى البطولة السعودية ليقص شريط العلاقات الدبلوماسية في الرياض رسمياً.. هناك حيث يلعب على رقعة سلمان وابنه ويهدد «بكش ملك» ماسكاً واشنطن من يدها النفطية ومقاسماً بشكل رسمي البيت الأبيض لحمه الخليجي لتبقى الطبخة السامة في المنطقة على مزاج تل أبيب، ويبقى الحطابون في الجامعة العربية يوقدون النار تحت بخار الحرب على إيران والمقاومة محاولين رمي لبنان في تلك النيران مجدداً، بعد ان خطفوا كل شيء فيه حتى عملاءهم، وبقي حزب الله يمانعهم إلى اليوم.
تتدفأ إسرائيل بحطب الجامعة العربية، وتسلي نفسها عما يجري من قرب لتسويات سورية من سوتشي الى آستنة بخطابات «العكل» تحت الخيمة المتبقية في هذه الجامعة التي صادرها الخليج.
حتى إذا صعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى المنبر الإعلامي في انطاليا وتحدث من قمة «ايرانية- تركية- روسية» مرتقبة في سوتشي، استيقظت إسرائيل رعباً من كابوسها «الإيراني» وتعثرت واشنطن في خطواتها السياسية بعد أن فقدت حليفها التركي في خلط أوراقها السورية.. هذا الحليف العالق على شواطئ أحلامه السلطانية، فهو إن دخل إدلب على أوراق آستنة يعلم أن الدرب السورية باتت وعرة، وإن تراجع في الخطوات الى أحضان واشنطن أدمته الأشواك الكردية في حجر البيت الأبيض؟؟ لذلك يذهب أردوغان الى سوتشي بحقيبة النية المخفية ويترك مصيره للمفاجآت السياسية.. ويفوته كما فات واشنطن وإسرائيل والخليج والغرب بأكمله .. أن المفاجآت السورية مصنوعة من تكتيكات الميدان.. وقد وعدنا الجيش السوري والمقاومة بأعظم المفاجآت عندما كانت “صحيفة الثورة” تجول على تخوم المعركة في مدينة البوكمال.