في بداية الامسية تحدث مدير المركزالثقافي الاسباني بدمشق (فيسوس مورينوسانث) فعرفنا على الكاتبة الاسبانية (ماريا ثامبرانو) كاحدى الشخصيات الفكرية في الحياة الاسبانية المعاصرة, حيث ولدت في ملقا عام 1904 وتوفيت في مدريد عام 1991 عملت في حقل الفلسفة استاذة في العديد من الجامعات في اوربا وامريكا لأنها امضت شطرا كبيرا من عمرها منفية من وطنها اسبانيا بعد انتهاء الحرب الاهلية الاسبانية عام 1939 ولم تعد الى بلدها, الا عام 1982 ولها الكثير من المؤلفات منها ( الانسان والالوهية) , ( فضاءات الغابة) ومن الغجر وغيرها ..
وتولى الحديث بعد ذلك د. كارلوس باروناناريبون احد مترجمي الكتاب , فقال ان ماجذبه الى ترجمة الكتاب, متعة الكتاب وما فيه من تعابير عربية ويونانية قديمة واشار ان المؤلفة اهتمت بالفكر الصوفي ونهلت من المتصوفين العرب الكثير, بعد ان شاهدت المجتمع الاوروبي جسدا بلا روح .
وتكلم المترجم الآخر محمد البخاري عن نشأة فكرة ترجمة الكتاب.. وقال انه تعرف على الكاتبة من خلال مؤلفات عديدة مثل (فضاءات الغابة) لكنهم ( هو والمترجم والمركز) لم يستطيعوا ان يعثروا على الكتاب الذي يصل الى القارئ العربي , حتى جاء كتاب ( الفلسفة والشعر) ففي الكتاب يتضح ان الكاتبة ( مارياثامبرانو) تعرفت على الحلاج وابن عربي من خلال فكرهما فهي ابنة التراث العربي . وفي نهاية الامسية تم توزيع نسخ من الكتاب المترجم على الحضور..
والنسخة الاسبانية من كتاب الفلسفة والشعر للكاتبة ثامبرانو صدرت في مدريد عام 1987 بعد ولادة عسيرة للكتاب فقد بدأت بكتابته في برشلونة عام 1939 تحت وقع قنابل الحرب الاهلية الاسبانية. وتابعت كتابته بعد خروجها من اسبانيا مطرودة بسبب اخلاصها للجمهورية الاسبانية الثانية, وأكملته خلال الرحلة الطويلة بالباخرة التي حملتها الى هافانا ثم مكسيكو, حتى نهاية المطاف الى موريليا وفيها انهت تأليف الكتاب ونشرته دار نشر تابعة لجامعة موريليا .
وفي الكتاب تسعى الكاتبة لدمج الفلسفة مع الشعر في مفهوم اطلقت عليه اسم ( العقل الشعري) وبذلك حاولت تجاوز التناقض بين شخصيتي الشاعر والفيلسوف في المجتمع الاوروبي فهما في الحضارة الغربية غير قابلتين للمصالحة. ذلك لأن الكاتبة ترى ان الغرب محكوم عليه بفقدان الروح والانسان معا.
ومن خلال هذا الكتاب ( الفلسفة والشعر) وغيره من مؤلفات ماريا ثامبرانو, يتضح اطلاع الكاتبة على مؤلفات اعلام التصوف العربي الاسلامي فقد قرأت ترجمة لويس ماسينيوف لديوان الحلاج وقرأت قصائده كما اطلعت على السهروردي وابن عربي .
ومن اجل تقديم بعض الايضاحات للقارئ العربي.قام الكاتب الاسباني خيسوس مورينو سانث وهو المدير الحالي للمركز الثقافي الاسباني بدمشق, بوضع مقدمة خاصة بالطبعة العربية للكتاب بين فيها ظروف كتابة الكاتبة للكتاب والمصادر التي نهلت منها معارفها خاصة في الجانب الفلسفي.
والكاتبة ماريا ثامبرانو وخلال نفيها الذي دام خمسة واربعين عاما لم تقتصر على الكتابة فقط, بل قامت بالتدريس في جامعات البلدان التي اقامت بها فقامت بتدريس اللغة الاسبانية في كوبا والولايات المتحدة. وكذلك قامت بالتدريس في جامعات اوربا بعد ان انتقلت اليها وخلال اقامتها في فرنسا تعرفت على فولتير الكاتب التنويري الفرنسي .
ولابد اخيرا من التعريف بمترجمي الكتاب فالدكتور كارلوس باروناناريبون امضى سنوات في دمشق مديرا للمركز الثقافي الاسباني, واقام الكثير من الانشطة التي اكدت الارتباط الوثيق بين الحضارتين العربية والاسبانية منها مهرجان الموسيقا العربية الاندلسية ويعمل الآن مديرا للمركزا لثقافي الاسباني في العاصمة الاردنية عمان.
اما محمد البخاري بن سيد مختار فهو المستشار الاعلامي في المركز الثقافي الاسباني بدمشق موريتاني الجنسية ,وهو واسع الاطلاع على الثقافة الاسبانية.