|
الانفتاح في كرة القدم السورية.. ذبحة أم مزحة?! رياضة الرياضيين حتى كان, ومع أنه لم يفرغ هذه الكرة من حشوتها الهوائية إلا أنه غير أهواء من يركض وراءها حتى بدا غالبية هؤلاء الراكضين من الباحثين عن حصة لهم من فتات ما وفره النظام الكروي الجديد.
سقى الله تلك الايام عندما كان (البوط) ينتقل في اليوم الواحد من لاعب الناشئين الى لاعب الشباب فالرجال, أو الكنزة التي كانت تحمل من لاعب لآخر رائحة العرق وتذكره بحب النادي وعشق اللعبة, وكان النادي الذي يملك اكثر من باحة ترابية يأتي من دير الزور الى دمشق بخمس فئات (أشبال- ناشئين- شباب- رجال- رديف) وينحشر حوالى 100 لاعب في باص واحد ولا أحد يشكو. لا نريد من تلك الايام سوى الوفاء فيها, والحب في جريانها, وبصراحة فإن هذين الامرين هما أكثر ما نفتقده في كرة اليوم. البعض أسماه انفتاحا على تجارب الآخرين, والبعض الآخر أصر على تسميته احترافا, ولسنا هنا بصدد تحديد هوية نظامنا الكروي الجديد وإنما سنكتفي بالمرور على بعض الحالات التي تلبس واقعنا الكروي ولا يستطيع هذا الواقع تجاوز تلك الحالات. من آخر أحداثنا الكروية المحترفة تلك المهزلة التي حدثت في نهائي دورة الشعلة الكروية الأولى والتي كان بطلها تحكيما لا يعرف ما له وما عليه, أو أنه يعرف ذلك لكنه يريد أن يهرب منه لمصلحة ضيقة قد توفر له كما أكبر من المباريات التي سيقودها في الدوري, ولأن القناعة اصبحت شبه أكيدة بأن من يكون قريبا من فريق جبلة فلا خوف عليه ولا هم يحزنون كان ما كان, وهو امتداد لحكاية فساد كروي الكل أجمع على وجودها في الموسم الماضي, والكل هرب من التعامل معها بحجة عدم توفر الأدلة الملموسة. هذه واحدة من مفرزات (الاحتراف) أو (الانفتاح) تكملها في الثانية حالة اللامبالاة التي تسيطر على لاعبنا, فهو مستعد للغياب عن التمرين وعن المباريات الرسمية ومخالفة كل الاعراف الكروية اذا ما نقصت ليرة واحدة من راتبه!!. اللاعب وقبل أن يلبّي دعوة المنتخب الوطني يسأل: كم سأقبض? الكل يسأل هذا السؤال وهو حق شرط ألا يكون السؤال الأول.. هناك لعبة يجب أن يعشقها ويعطيها حقها ثم يطالب بحقه. لاحظوا هذه الحالة: السبت والأحد والاثنين يجتمع لاعبو المنتخب الوطني في معسكر تدريبي في مدينة ما, ويعودون الثلاثاء أو الاربعاء الى انديتهم, ويلعبون الجمعة ضد بعضهم في انديتهم, ومن كان بالأمس صديقي وفي غرفتي بالفندق هو اليوم شخص آخر يجوز لي تحطيمه لاحبّاً بفوز فريقي وإنما طمعا بمكافأة الفوز! هذا اللاعب نفسه مستعد لتسهيل فوز فريق آخر اذا ما وصل اليه ظرف مختوم وقد حصل هذا الأمر. تطبيقات الحكام, والتلاعب بنتائج المباريات والحديث عن مواقف ومواقع مسبقة الصنع, وعن قرارات جاهزة للتصدير في أي وقت, وعن ردات فعل غريبة بعض الشيء علينا كل ذلك من ثمار انفتاحنا الكروي والذي نسعى لتحويله الى احتراف حقيقي يأخذ بالعمق بدل الابحار فوق القشور وضمنها حتى لا يبقى هذا (الاحتراف) ذبحة, ونرتقي معه من (مزحة) الى وقفة جادة مع GHANEM68@SCS-NET.ORG " GHANEM68@SCS-NET.ORG ">متطلباته. GHANEM68@SCS-NET.ORG " GHANEM68@SCS-NET.ORG
|