تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الروايـــــة التــي أخفاهـــا ماركيــــز..

ثقافة
الاثنين 5-5-2014
دائرة الثقافة

تبدو ظاهرة إصدرات ما بعد الموت مرتبطة فقط بالمبدعين المتميزين الذين تحقق اعمالهم الادبية والابداعية انتشارا واسعا في بلدانهم او اللغات التي يترجمون اليها وقد شهدت الساحة العالمية التي تعنى بالادب المزيد من هذه الحالات

وظهرت اعمال لادباء رحلوا بعضها ظهر بعيد رحيلهم وبعضها الاخر كانت المصادفة وراء العثور عليها وفي سجل الادب العربي الكثير من هذه الحكايا كما مع نزار قباني ومع الجواهري وجبران ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب ونجيب محفوظ وسليمان العيسى الجديد في الامر‏

كما تناقلت وسائل الاعلام ان رواية جديدة سوف تصدر للراحل ماركيز في الايام القادمة ومن المعروف،ان الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز كان يعيش بعيدا عن الجو الإعلامي، إذ جعله المرض الذي عانى منه لسنوات طويلة، يُقلّ من أحاديثه الصحافية وتصريحاته. صحيح أنه تنقل في بعض السفريات القليلة، لكنه حافظ على «عزلته» بعيدا عن الحياة العامة، بالرغم من كل الإغراءات التي تعرض لها، كأن يُفتتح متحف باسمه، أو أن يُطلق اسمه على مؤتمر هنا أو هناك.‏

كل الإشارات كانت تدل على أنه كان يرغب في شيخوخة بعيدة عن الضوضاء في انتظار الرحيل الكبـير، أو ربـما «العزلة الأخيرة». من هنا، كانـت الأنباء الواردة تشير أيضا إلى أنه مبتعد عن الكتابة، وتحديدا الكتابة الروائية، إذ آخر كتبه كان رواية «ذكرى غانياتي الحزينات» (ترجمها صالح علماني إلى العربية وصدرت عن «دار المدى») التي صـدرت العـام 2004 والتي يتـحدث فـيها عن رجل بلـغ التسـعين مـن عمـره، يتذكر أنه في شبـابه كـان يتـردد بانتظام إلى المواخير، لدرجة أن العديدات من بنات الهـوى اخـترنه «زبون السنة». عشية ميلاده التسعين، تذكر أنه لم يذهب إلى هذه المنازل منذ عشرين سنة، من هنا دفعته روزا كاباركا، إحدى «مديرات» هذه البيوت إلى العودة، إلا انه اشترط عليها أن تكون الفتاة.. عذراء.‏‏

روايته هذه وإن لم يجد فيها الكثير من النقاد روحية ماركيز ولا أسلوبه الكبير اعتبرت بمثـابة تحـيّة إلى الكاتب اليـاباني ياسـوناري كاواباتـا وإلى روايته «الجميلات النائمات». إذ نعرف ما كتبه ماركـيز عن روايـة الكـاتب الياباني التي اعتبرها من أجمل روايات العالم وبأنه يتمنى لو أنه هو من كتبها.‏‏

في أي حال، لن تبقى رواية «ذكرى غانياتي الحزينات» الرواية الأخيرة لماركيز، إذ أعلن كريستوبال بيرا، من دار نشر «راندوم هاوس» في حديث مع الإذاعة الكولومبية (تناقلته العديد من الصحف البلجيكية وبخاصة «لو سوار» و»بلجيكا الحرة») أن هناك رواية أخيرة، ستصدر لماركيز قريبا، (بعد رحيله بالطبع).‏‏

التفاصيل القليلة التي أعلنت عن هذه الرواية، تفيد بأن الكاتب كان يعمل عليها منذ سنين، وقد غيّر فيها كثيرا في السنوات الأخيرة مثل عادته، إذ كان مشهورا عنه أن يعيد كتابة الرواية لمرات ومرات قبل أن يختار الصيغة النهائية كما أُعلن أن الرواية تحمل عنوانا مبدئيا هو «نلتقي في شهر آب»، وستصدر بشرط أن توافق عائلة الكاتب على عملية النشر.‏‏

الرواية التي أخفى ماركيز أنه يعمل عليها من سنوات، تروي قصة امرأة كانت تقوم يوم 16 آب من كلّ سنة بزيارة إحدى جزر الكاريبي حيث قبر والدتها المتوفاة. وعلى الرغم من أن هذه المرأة متزوجة وسعيدة في حياتها الزوجية، إلا انها التقت ذات يوم برجل حدثت بينهما مغامرة غرامية ذات رحلة من رحلاتها، وتمنت أن تُستعاد هذه المغامرة في كل زيارة لها من ذاك اليوم من شهر آب.‏‏

متى تصدر الرواية؟ لا شيء واضحا إلى الآن. لكن بالتأكيد لن تنجو حين صدورها من هوس «الماركيزيين» الذين بدؤوا انتظارها من هذه اللحظة.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية