تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإرهاب لضرب الدول المناهضة للهيمنة الأميركية

شؤون سياسية
الاثنين 5-5-2014
حسن حسن

أصبح من الواضح أن الحرب التي شنتها إدارة بوش على المنطقة وأجزاء أخرى من العالم باسم مكافحة الإرهاب، بعد التفجيرات الإرهابية في أيلول 2001في نيويورك بدأت تتحول في عهد أوباما إلى حرب تسخر فيها واشنطن الإرهاب

وأدواته ومجموعاته وأسلحته في ضرب كل دولة تناهض السياسية الأميركية وترفض هيمنتها بل وكل رئيس يحاول المحافظة على سيادة واستقلال قراره السياسي، فهذا ماتفعله واشنطن منذ سنوات مع سورية وإيران المناهضتين لسياستهما ثم انتقلت إلى تفعيله في العراق بعد مطالبة العراق بانسحاب القوات الأميركية واستكمال انسحابها.‏

كتب ميكازينكو من مركز«دوغلاس ديلون للعمل الوقائي» في مقال له في مجلة «فورين أفيرز» أنه منذ منح التفويض المفتوح باستخدام القوة العسكرية للرئيس الأميركي في أعقاب هجمات أيلول أصبح هناك توسع فضفاض في مصطلح استخدام القوة العسكرية ليشمل عمليات سرية تعتمد على القدرات البشرية وتتراوح مابين قتل الأهداف إلى تفجير الصراعات الداخلية في الدول المستهدفة إلى تعطيل شبكات الكومبيوتر الخاصة بدول أجنبية إضافة إلى القيام بهجمات عسكرية غير مسبوقة تتحدى القانون الدولي، كل هذا دون أن تفقد الولايات المتحدة جندياً واحداً من جنودها.‏‏

وهذا ربما يجب أن نذكر كيف اعتمد أوباما في أثناء حملته الانتخابية في عام 2008 على فكرة أنه المرشح المناهض للحرب، مكثراً من خطبه عن أخطاء جورج بوش في العراق وأفغانستان التي أدت إلى انفجار الأزمات الاقتصادية بسبب ميل صقور المحافظين الجدد لسفك الدماء. ولكن يبدو أنه وبمجرد توليه المنصب، كما يصفه المحلل«تيرس» في مقال لمجلة «ناشن» فقد أصبح أوباما شيخ الصقور شريطة أن تكون الحروب بعيداً عن المحاسبة الرسمية من قبل الكونغرس.‏‏

وإذا كانت الحرب العالمية الثانية قد استغرقت ست سنوات تقريباً ، فإن مايسمى الحرب الأميركية الغربية على ارهاب المجموعات الإرهابية الإسلامية المتطرفة مازالت مستمرة منذ 2001 وبطريقة التوظيف الأميركي الجديدة لها. فقد وصلت ساحات هذه الحرب في تسخير الإرهاب لخدمة المصالح الأميركية إلى القارات الثلاث آسيا، أفريقيا وأوروبا وتعرضت لها روسيا وبعض مناطق الصين وأندونيسيا ونيجيريا والجزائر قبل انتقالها في السنوات الماضية إلى اليمن وليبيا وسورية والعراق ومصر ولبنان، وهده الحرب ربما تستمر طالما تجند لها واشنطن قوى اقليمية داعمة وممولة مثل بعض الدول النفطية والإسلامية ، فالحروب التي كانت تجري بين الدول الكبرى مباشرة وتنطلق من أوروبا وتتسع في رقعة عالمية في القرن الماضي، لم تعد احتمالات وقوعها كبيرة فالحرب الباردة حلت محلها ، ثم ابتكرت واشنطن الحرب على الإرهاب بعد انتهاء الحرب الباردة وانتهاء كتلة الاتحاد السوفيتي في التسعينيات من القرن الماضي ، ولذلك يتفق رجال السياسة والأبحاث على أن مرحلة الحرب على الإرهاب لم تفرز كل نتائجها ، وماتزال واشنطن تستخدمها وتتولى إدارة اتجاهاتها رغم فشلها في تحقيق أهدافها في الشرق الأوسط أمام الصمود السوري والإيراني وقوى المقاومة.‏‏

ووفقاً لعدد من المحللين، فإن المحصلة النهائية من العمليات السرية وحروب الظل كما يحلو للبعض تسميتها، هي اشتعال مناطق بالكامل في صراعات طائفية عرقية ودفع دول نحو حافة الهاوية، وارتفاع معدلات الاقتتال الأهلي وانتشار القاعدة والجماعات التابعة لها على نحو غير منطقي وغير مفهوم.‏‏

وإذا أجرينا مسحاً جغرافياً لتمدد الحركات المرتبطة بتنظيم القاعدة فسنجد أن هذه الحركات أصبحت تتحكم بمساحات أكبر من الأرض ، ولها وجود ظاهر وملموس في رقعة شاسعة تمتد من المحيط الأطلسي حتى المحيط الهندي صعوداً إلى منطقة القوقاز في أعالي قارة آسيا وعلى تخوم أوروبا.‏‏

ولذلك ظهرت الدعوة الروسية الصينية والسورية الإيرانية قبل فترة وجيزة لانتشار تحالف دولي لاستهداف ارهاب المجموعات الإسلامية المتطرفة وأشكال الإرهاب في العالم كافة وإنهاء السياسة الأميركية في تسخير وتوظيف الإرهاب في الدول والشعوب الأخرى في العالم.‏‏

ويبدو أن هذه المبادرة شكلت في عام 2014 حجر الزاوية والحلقة المركزية في سياسة الدول التي بادرت إلى تبني هذه الدعوة على مستوى الدول الكبرى مثل روسيا والصين والهند وعلى مستوى الدول الإقليمية مثل باكستان وإيران وسورية والعراق فهذه المبادرة هي التي سيكون في مقدورها نزع سلاح تسخير الإرهاب من أيدي الولايات المتحدة وحلفائها المحليين في الشرق الأوسط خصوصاً وفي آسيا عموماً لاسيما بعد أن أعدت واشنطن خطتها العدوانية المتوقعة باتجاه بحر الصين وفي المحيط الهادىء بعد أن تعثرت خطتها في سورية وإيران وقوى المقاومة..‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية