العم سام يرعد ويزبد ويفتح صنابير إرهابه وكرهه للسوريين على مصراعيها آملاً أن يتمكن من اختراق ما عجز عن اختراقه سابقاً في حين يربت خادمه فابيوس على كتفه مواسياً ومتوسلاً بعدوان عسكري يبرد نار قلبه المكتوي من هزائم زبانيته وأزلامه في الميدان السوري، وسرعان ما يدخل ربيبهما هيغ على الخط لينقذ ما يمكن إنقاذه ويتدارك إخفاقات شركائه بإعلانه عن شحنات أسلحة جديدة لجرباه وزمره،فيما أشباه الرجال في ممالك وإمارات النفط والغاز مستمرون في صياغة أبجديات مفرخات الإرهاب ومفخخاته من ألفها إلى يائها وختمها بعبارة كرمى عيون إسرائيل وتوجيه بوصلتها وقذفها باتجاه السوريين أينما حلوا وحيثما ارتحلوا، وصولاً إلى كمال كوهين الذي تسيد وبجدارة المشهد التآمري المخزي لهذا الأسبوع فهو لم يتنازل لبني صهيون عن الجولان السوري المحتل فحسب بل قال وبالفم الملآن إسرائيل هي أملنا وننتظر منها ومن طائراتها وصواريخها نجدتنا حتى «لا يخرج من سورية مخبر».
كيف نفسر ذلك.. هل هي وقاحتهم الزائدة البالغة حد العهر؟ أم أنه عجزهم عن تحقيق أي إنجاز مهما قل شأنه؟ أم هو الهلع من الاستحقاق الرئاسي وصناديق الاقتراع؟ أم شيء من هذا وكثير من ذاك؟.
أرادوا لسورية أن تكون مكبلة اليدين، مقطوعة اللسان، مسلوبة القرار، لا حول لها ولا قوة ولكن حساب الحقل لم يوافق حساب البيدر فها هي أيامهم تدبر ولا تقبل وها هي أمانيهم مجرد ضفاف بلا شطآن تتلاشى لتصيبهم في مقتل.