تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المثل المثال

آراء
الاربعاء 17/1/2007
د. اسكندر لوقا

المثل عكست ملامحه وقائع ليلة في أواخر الشهر الفائت في قاعة الصليب المقدس.

في تلك الليلة تجسد المثل في اللقاء الممتع الذي جمع ما بين فريقين من ألمع الفرق الفنية في وطننا,بين فريق رابطة المنشدين وفريق جوقة الفرح, وكلا الفريقين, كما هو معروف,له تاريخه وحضوره في وطننا بكل ما تعنيه عبارة ساحة الإبداع.‏

ولا أعتقد أن ثمة من لم تسنح له فرصة الاستماع الى قائد رابطة المنشدين الشيخ حمزة شكور إلا وتمنى أن تطول فترة الاستماع إليه,لحلاوة الصوت والأداء, وأيضا لإتقانه اختيار ما يتوافق مع المناسبة التي يشارك في إحياء ذكراها.‏

كذلك هو حال جوقة الفرح التي يشرف عليها الأب المحترم يوسف زحلاوي, ويدفعها باتجاه العمل على صياغة المثال المرتجى مع الآخر,ليس من منطلق المنافسة بل من منطلق التكامل.‏

ولم تكن الليلة التي أشير إليها فريدة من نوعها.هي واحدة من الليالي العديدة التي شاهدنا فيها ظاهرة التكامل ما بين هذين الفريقين الكبيرين. وبمفهوم الانفتاح على الآخر,فإن المثال هنا يكتسب قيمة وطنية لا يمكن تقييمها كم هي هامة وكم هي مؤثرة على أرض الواقع ,أرض العروبة بحق.‏

إن العروبة التي وصفها قائدنا الراحل حافظ الأسد ذات أمسية رمضانية خلال حفل تكريم السادة العلماء بأنها للإسلام والمسيحية,موطنها اليوم سورية. هي كذلك كما كانت بالأمس,ومنذ أن وطأت أرضها جحافل الغزاة قبل عشرات القرون. وبتكامل هذا المشهد بحضور الرابطة والجوقة على خشبة المسرح في مكان واحد, بين الحين والآخر-على سبيل المثال لا الحصر-يأتي الرّد في كل مرة على المواقف التي يبتدعها الغربيون وذيولهم من الدول الطامعة بعطاء سخي من خزانتهم,لتمرير مخطط مشبوه في منطقتنا أو التمهيد له.‏

إن سورية التي تخطت كل المنعطفات والمنزلقات التي سبق أن أعدت لتسقط فيها, برهنت وتبرهن في كل مرة,على أنها فوق النزعات المخلة بالأمن والاستقرار, وأنها مع المعادلة التاريخية القائلة بأن الوطن هو للجميع لا لطائفة أو فئة أو شريحة دون سواها من شرائح مجتمع التآخي ,وإن كان موقعها هذا يسبب لها المتاعب بين وقت وآخر في سياق التآمر على عروبة هويتها.‏

وبطبيعة الحال,لا بد من التنويه بظواهر مماثلة لمثل هذه الظاهرة في سورية الحضارة,وخصوصا تلك التي تتبدى-أيضا على سبيل المثال لا الحصر-في قاعات دار الأسد للثقافة والفنون على مدار أشهر السنة,حيث تمحو الفوارق بين فئات الحضور,رجالا ونساء,شبابا وشابات,على خلفية أمسية فنية غنائية كانت أو مسرحية,يتجسد من خلالها ارتقاء ذوق رواد الدار من جهة,ويتنامى شعور القائمين عليها بالمسؤولية الوطنية من حيث اختيار العروض من جهة أخرى.‏

إن الفن بهذا المعنى يماثل الخطاب الذي يوجه الى الآخر وإن كانت لغته غير مفهومة من قبل هذا الآخر أو ذاك.وبهذا المعنى يكون للفن دوره وتأثيره في تقريب الإنسان من أخيه الإنسان. ويتعاظم دور الفن وتأثيره عندما يكون منبعه حب الوطن والوفاء لإنسانه,بغض النظر عن المكانة والمعتقد.إن سورية هي البرهان ,وهي المثل والمثال على ذلك.‏

Dr-louka @ maktoob.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية