حين التقيت به لأول مرة في 26/1/,1995 ضمن اللقاء الثقافي الفلسطيني في بيروت سألني بعد أن انتهيت من إلقاء بحث عن مستقبل المنطقة سألني متى يمكن لي أنا الفلسطيني المقيم في لبنان أن أعود الى فلسطين?
فوجئت بالسؤال وأجبت بما يناسب المقام عالماً بأن المجاهد المزمن المدمن على الجهاد من أجل فلسطين ليس غبياً. إنه يريد أن يبقى موضوع الحق في العودة حياً في كل لحظة من حياة كل فلسطيني. كان عمر اتفاق اوسلو عاماً وبضعة أشهر. وكانت المسائل الجوهرية بين الفلسطينيين وبين غاصبي حقوقهم وكانت اوسلو من الأمور المؤجلة.
منذ أول اللقاء أوائل عام 1995 توطدت صلتي بأبي رامي المصرفي الناجح في جو بيروت المالي, والشخصية الاجتماعية المحترمة والمتابع على نحو (يومي) تطورات الوضع العربي من المحيط الى الخليج, بصيغته التي ارتقاها لنفسه, وارتضاها له عارفوه. بصفته واحداً ممن تهمهم العروبة ويهمهم العمل من أجل الحقوق العربية.
وكان عمله من أجل ما يؤمن به متعدد الجوانب: يحرض فكرياً ويتبرع مادياً, ويقوم بنفسه بأداء ما قد ينبغي عليه اداؤه من مهام.
افتقدته في المؤتمر القومي الاسلامي السادس الذي عقد في الدوحة أواخر العام الماضي. سألت عنه قبل: يعاني من اعتلال في الصحة مترافق مع تقدمه في العمر. كان الى جانبي يستمع معي الى الجواب, شاب فلسطيني مشهود له بالتفوق العلمي والنضالي لمحت دمعة ترقرت ثم سالت.
حملت الأنباء الواردة من بيروت مؤخراً ما يحزن غادرنا رفعت صدقي النمر. انتقل الى رحمة الله قبل أن يعود الى فلسطين رحم الله فقيد فلسطين الكبير, بل فقيد الأمة وانا لله وإنا اليه راجعون.