ومن اللطف الإلهي استدراك الأمر قبل فوات الأوان وإخلاء هذه الأبنية قبل وقوع كارثة.. ولكن لاأحد يعلم متى تحصل, ويكون هناك ضحايا بشرية.. قد نحتمل الخسائر المادية ولكن احتمال واحد بالمليون وقوع ضحايا يجعلنا ندق ناقوس الخطر ونسلط الضوء على هذه الظاهرة لنقف على أسبابها للتخلص منها.. فالجميع على علم بتصدع أحد الأبنية في المشروع العاشر ويركن بناء مشابه بجوار دوار الزراعة.. وآخران أحدهما في شارع بور سعيد والثاني في شارع الجمهورية وسواها.. الأسباب تختلف من بناء لآخر.. وهذا ما أكده للثورة د. زكائي طريفي من قسم الهندسة الإنشائية في كلية الهندسة المدنية في جامعة تشرين قائلا: تندرج أسباب تصدع الأبنية تحت عوامل عدة منها ضعف مقاومة البيتون وذلك بسبب الخلط العشوائي للبيتون وعدم دراسة أنواع الحصويات والرمل من ناحية التدرج الحبي وقساوة هذه الحصويات. إضافة إلى نظافتها من الشوائب والعوالق, فمثلا قد تكون نسبة الغضار في الرمل عالية مما يؤثر على مقاومة البيتون مستقبلا..
مضيفا: هناك غياب لمراقبة البيتون رغم أهمية لمعرفة مقاومته بعد الصب وخاصة في منشآت القطاع الخاص.
ولا يستثني د. طريفي مراقبة الأبنية وصيانتها من رشح المياه حيث يجب أن تتم كل خمس سنوات للأبنية الحديثة وسنويا للقديمة وإجراء الصيانات اللازمة لها دون تجاهلها لفترات طويلة من الزمن مبينا أن عمر البيتون محدد ولا يحمل صفة الديمومة وخاصة أن أغلب تجار البناء يقتصدون في المواد ما يؤثر على ديمومة البناء.
كما أن سوء استخدام البناء من ناحية زيادة الأحمال في أحد الطوابق عما هو مصمم عليه يسبب تصدعا للبناء, فمثلا قد يستخدم أحد الطوابق كمستودع بينما يكون البناء مصمما للسكن وأعطال تمديدات المياه والصرف الصحي وعدم إصلاحها بالسرعة القصوى يؤدي إلى تلف بالعناصر الإنشائية المجاورة لها وهذه الأعطال خطيرة جدا في حال تواجدها في الطوابق الأرضية والأقبية حيث تقوم بجرف تربة التأسيس.
وأكد د.زكائي على أن التغيير في الهيكل الحامل بالبناء كاستبعاد أحد الأعمدة في أي من الطوابق يؤد إلى انهيار المبنى لذلك يجب عدم المساس بالهيكل الحامل..
ونوه إلى ضرورة مراقبة الأبنية القديمة ضمن المدينة القديمة في اللاذقية لوجود أبنية متصدعة وظاهرة للعيان وإلى ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة قبل اللحظة الأخيرة لاستدراك الخطورة المحدقة بها..