والآخر بالتأكيد ليبثها ما بداخله من شجون وآهات.
وتبقى لهذه الكلمات خصوصيتها لدى الرجال الذين غالبا لا يستسلمون للعمر بل يزدادون رغبة بتحدي الزمن مثبتين للمحيط أنهم لا يزالون مفعمين بالشباب والقدرة على الانطلاق والحياة, فهي جميلة وتستحق أن تعاش.
* السيد نادر حلاق - مدرس متقاعد:
لم أفكر يوما بالزمن وهو يتسرب من بين أصابعي كالرمل الناعم لأنني كنت أشعر أن شبابي دائم ومتقد في داخلي قلبا وفكرا, وتطلعا ولكن بعد أن تجاوزت الستين وبدأت الوعكات الصحية تطرق بابي في فترات متقاربة فتحد من قدرتي على مواصلة نشاطي الاجتماعي والعملي أتوقف عند هذه العبارة, ولكن للحظات لا أكثر لأنني مقتنع أن لكل مرحلة في الحياة جمالها وعطاءها وتميزها, والإنسان الحقيقي هو من يستطيع أن يجني ثمار هذه المراحل ويضيفها إلى ذخيرته لا سيما أنني أعتبر نفسي من جيل محظوظ عاش تجارب زمن جميل مضى بعلاقاته الاجتماعية وتطلعاته الفكرية والقومية المتألقة بعيدا عن اللهاث المتواصل الذي يعيشه شبابنا اليوم وراء سراب فرص العمل أو السكن أو.. مما يقتل فيه روعة الحلم ومتعة الحياة.
* السيد أحمد عجيل- مدير شؤون قانونية:
الجامعة فقط هي التي تجعلني أقول ألا ليت الشباب يعود يوما حيث أشعر بحنين لتلك المرحلة العمرية الغنية بالأحلام والرؤى المستقبلية المشرقة والبعيدة عن هموم الحياة ومسؤولياتها, الحنين لشبابنا نحن الذي اخترنا بإرادتنا ما نريد دراسته وما نتطلع إليه وليس والدينا كما هو حال شباب اليوم, أما في حياتي الوظيفية والاجتماعية فأنا مستقر وناجح وبحالة عطاء, وتجدد مستمرين فالمرء قادر على العطاء في كل مرحلة إذا أراد ذلك.
* الدكتور محمد واصل- أستاذ جامعي:
أفضل ما يقال بهذا الصدد لا تتحسر على ما فات فكل شيء مر وانقضى,والقادم ربما يكون أفضل, فأنا رجل متفائل وهناك دورة حياة طبيعية للإنسان فكما بدأ طفلا سيعود طفلا, لذلك لا أقول ألا ليت الشباب يعود يوما أبدا, ولا يخطر في بالي هذا الأمر إطلاقا بل يشغلني السعي لأداء رسالتي على أكمل وجه باستقامة ودون تعقيد أو غش وخداع,وبحدود ما أدري لأنه لا يوجد في هذه الحياة أحد ملم وعارف بكل شيء وأرى أن العمل والإبداع لا يتوقفان عند عمر معين بل ينشأ في كل مرحلة شرط توفر العوامل النفسية والإدارة والبيئة الاجتماعية المحفزة على العطاء.
* السيد رضوان- مهندس متقاعد:
أرددها فقط عندما يدب الوهن والمرض في جسدي وسوى ذلك لا شيء يدفعني لقول ألا ليت الشباب يعود يوما, لأن حالات إبهار العصر التي نشهدها اليوم ببساطة مقدور عليها وبوسع أي شخص لديه الإرادة والرغبة أن ينالها سواء فيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات أو تكنولوجيا الأداة بغض النظر عن العمر الذي ترافق مع الصحة يصبح بوسع المرء تحقيق ما يشاء, وهو ليس عقبة في إقامة علاقات اجتماعية ناجحة حتى مع الجنس الآخر لأن لكل مرحلة من العمر مقوماتها الجمالية وحضورها وجاذبيتها.
* السيد عبد الجبار
لا أبالغ إن قلت بأنني أذكرها كلما اضطررت للركوب في وسائل المواصلات خاصة عندما يقف (السرفيس) بعيدا عني الأمر الذي يضطرني للسير بخطوات متسارعة لألحق به لكن تبقى خطوات الشباب أسرع لذلك لا أحظى بالمقعد المأمول وما يزيدني حسرة غياب إحساس شباب اليوم بضعف ووهن أجساد أمثالي وعدم احترام المجتمع عموما للمسنين ومد يد العون والمساعدة عند الحاجة كما كان حالنا مع الأجيال التي سبقتنا لذلك لا أقول: (ألا ليت الشباب يعود يوما) إلا حسرة على ما فقدته من قوة وعافية وعموما هذه حسنة الحياة.
ولكن ماذا لو توجهنا بسؤالنا هذا للمرأة هل كانت الإجابات ستأتي مماثلة للإجابات نصفها الآخر? ربما إلا إنني أجزم أن نسبة لا بأس بها منهن سيرددن تلك المقولة عندما يبدأن رحلة ترميم جمالهن في محاولة لإزالة خطوط الزمن وبصمته عن ملامحهن ليس لسطحيتهن بل لشعورهن بأن هذا الأمر يشكل رصيدا كبيرا لهن لا سيما في زمننا هذا.