وأنني فالح جدا في تبديد اموالي يمينا وشمالا, وبلا حساب, متهمة إياي بأنني (كرم على درب) والكرم على درب, هو ذلك الكرم الداشر, الذي لا يهتم صاحبه بسياجه, ويبقى عرضة للغزو, وللتطاول عليه من الغادي والبادي, فتضيع جهود صاحبه, ولا يستطيع ان يجني منه إلا القليل, في الوقت الذي يستسهل البعض قطف ثماره, دون أي تعب أو جهد مبذول..!.
والآن.. كيف سأضع عيني بعيني زوجتي العزيزة (سلومة) وأنا أفعل فعلتي هذه, وأقف على هذا المنبر الأسبوعي, لأنخرط مع الناس في لباس فضفاض, أقطف لهم الأخبار عن الأحداث, وأعد التقارير واللقاءات وأستجمع لهم الآراء الاختصاصية, والتوجهات النظرية والعملية, والتي تصب كلها في إطار التركيز على أهمية الاقتصاد المنزلي, أو اقتصاد الأسرة وضرورة الإدخار, وأبعاد هذه المسألة ومنعكساتها على الأسرة, وعلى المجتمع, وأثرها البالغ على الاقتصاد الوطني.
أين سأذهب من زوجتي..?! وكيف سأكون مقنعاً.. لا سيما وأن سلومة تعتبر نفسها وزيرة اقتصاد المنزل, وأنا رعيتها المبذرة والمسرفة, التي تفتقر إلى آفاقها (المستبعدية) التي لا يشق لها غبار?!.
بكل الأحوال سوف أحاول أن أقنع (الدكتور عامر لطفي تبعنا) من خلال منحيين: الأول: هو أن التصدي لقيامي باعداد هذه الصفحة الأسبوعية ليست مسألة كيفية أساساً, فهي جاءت بتكليف مباشر من الأستاذ عبد الفتاح العوض, رئيس التحرير, وباعتبار أن الاستاذ عبد الفتاح صديقي -قبل أن يصير رئيسي- فإن رغباته أوامر, فكيف وقد صار رئيسي?! فإن رغباته أوامر, وأوامره أوامر, وهو صاحب الفكرة -أساساً- التي كثيرا ما تحاشيت الخوض فيها تجنباً للمثول أمام هذا الموقف الذي لا أحسد عليه.
الثاني: هو أنني لن أعترف لوزير اقتصاد المنزل بأنني كرم على درب, ولن استسلم لتوصيفي بالمسرف والمبذر, فالأمر ليس كذلك, فصحيح أن دخلنا جيد والحمد لله, غير أن متطلبات الحياة صارت جيدة جدا, لا بل ممتازة, والجيد لن يستطيع تغطية الممتاز, ولا مضاهاته, ولذلك سنبقى نشهق ولا نلحق, فلن يستطيع (لطفي بيتنا) أن يقنعني بأنه علينا أن نتحمل برد الشتاء كي نوفر ثمن المازوت..!.
لقد هيأت دفاعاتي, ولن أتردد في هذه الاطلالة الأسبوعية.. إلى أن توقفها الصحيفة..!.