كما تركز الحديث بين الرئيسين حول افضل السبل لانجاح الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية في العراق استنادا الى التأكيد على وحدة العراق ارضا وشعبا واستقلاله وحرية اراضيه.
وفي الاطار ذاته التقى الرئيس طالباني السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية والدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية والمهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء والسيد وليد المعلم وزير الخارجية كل على حدة.
وفي تصريح للصحفيين أكد وزير الخارجية وليد المعلم بعد لقائه وزير الدولة للشؤون الخارجية العراقي رافع العيساوي أن القلق بشأن أمن واستقرار واستقلال العراق هو سوري عراقي مشترك وقال نحن نحترم مصالح شعبنا وستضع زيارة الرئيس الطالباني إلى سورية بكل أبعادها مرتسمات استراتيجية للعلاقة بين البلدين الشقيقين لافتا إلى أن الارادة الصادقة والواضحة للقيادة السياسية في البلدين هي الضمان لاستمرارية وتعزيز هذه العلاقات.
ومن جانبه أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية العراقي رافع العيساوي ان زيارة الرئيس الطالباني لدمشق تعكس العمق التاريخي للعلاقة بين البلدين الشقيقين والتي يؤكدها أعضاء الوفد العراقي الذين يمثلون مختلف مكونات الشعب العراقي ما يفتح افاقا جديدة للتعاون بين البلدين في كل المجالات.
سورية والعراق تفعيل التعاون الاقتصادي والتجاري
اقتصادياً استعرض الدكتور عامر حسني لطفي وزير الاقتصاد والتجارة مع وزير التجارة العراقي عبد الفلاح السوداني والوفد المرافق له أمس علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين سورية والعراق وسبل تطويرها وتعزيزها.
واكد الدكتور لطفي ضرورة تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية الموقعة بين البلدين للمساهمة في تعزيز علاقات التعاون ورفع حجم التبادل التجاري بما يتناسب مع الامكانيات الكبيرة التي يمتلكها الجانبان داعيا إلى الاستفادة من مزايا واحكام اتفاقية منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى نظرا لان سورية والعراق اعضاء فيها معربا عن استعداد الوزارة لتطوير بعض الاتفاقيات بما يسهم في خدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
ولفت لطفي إلى اهمية تفعيل دور رجال الاعمال في البلدين وتعزيز التعاون المشترك بينهما ولاسيما ان القطاع الخاص في سورية يحظى بدعم كبير من الحكومة التي وفرت له مناخا استثماريا مناسبا يحقق قيمة مضافة عالية عبر التشريعات والقوانين التي صدرت وطورت وعدلت مشيرا إلى دور المعارض المشتركة في التعريف بمنتجات البلدين وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما.
واعرب وزير الاقتصاد عن ثقته بان الاقتصاد السوري سيشهد خلال الفترة القادمة انتعاشا كبيرا بفضل القوانين والتشريعات التي اصدرتها الحكومة والتي ساهمت في تشجيع وجذب الاستثمار وتطوير البنية الهيكلية للاقتصاد السوري.
من جهته اعرب الوزير العراقي الضيف عن رغبة بلاده بتطوير علاقاتها مع سورية في كافة المجالات ولاسيما في المجالين الاقتصادي والتجاري مشيرا الى ان الاتفاقيات القائمة بينهما تعتبر اساسا جيدا لهذه العلاقات والى استعداده لمراجعة وتطوير هذه الاتفاقيات وتوقيع مذكرات تفاهم تسهم في زيادة حجم التبادل التجاري بينهما.
ودعا المستثمرين السوريين إلى الاستثمار في العراق واقامة مشاريع مشتركة مع نظرائهم العراقيين بما يسهم في تمتين العلاقات الاقتصادية القائمة بين البلدين.
واتفق الجانبان في ختام الاجتماع على متابعة الاجتماعات ووضع آليات لتنفيذ الاتفاقيات القائمة وعقد اجتماعات دورية للجان الفنية في كل من بغداد ودمشق لمتابعة سبل زيادة حجم التبادل التجاري بينهما. بعد ذلك عقد اجتماع فني للتحضير لجدول اعمال اللجنة الفنية المشتركة التي ستباشر اجتماعاتها في وقت قريب.
وحضر الاجتماع الدكتور غسان حبش معاون وزير الاقتصاد والتجارة ومدير العلاقات العربية بالوزارة.
تفعيل اللجان المائية السورية العراقية
على صعيد المياه كان تطوير التعاون المشترك من اجل الاستفادة من الموارد المائية بين سورية والعراق عنوان محضر الاجتماع المشترك الذي وقع امس في مبنى وزارة الري, بحضور كل من المهندس نادر البني وزير الري والسيد عبد اللطيف رشيد وزير الموارد المائية العراقي.
وتم الاتفاق على تفعيل دور اللجان الفنية بين البلدين فيما يتعلق بمواضيع الموارد المائية.
واعرب الجانب العراقي عن حاجته لخبرات الشركات السورية من اجل دعم عملية التنمية في العراق.
هذا وقد اوضح السيد عبد اللطيف رشيد وزير الموارد المائية العراقي بأن الاجتماع كان مثمراً لاسيما وانه يبحث في آلية التعاون والتنسيق بين الجانبين من اجل استغلال الموارد المائية وتقسيم المياه المشتركة بصورة عادلة لدعم العملية الاقتصادية.
وتوقع رشيد ان يكون هناك اجتماع قريب للدول الثلاثة المتشاركة على نهر الفرات (سورية, تركيا, العراق) وان المباحثات جارية بين الدول المعنية, علماً ان هناك استعداداً لدى جميع الاطراف لبحث مواضيع الموارد المائية.
ونوه الى الدور السوري الفاعل بتنشيط عمل اللجنة الثلاثية المشتركة.
بدوره اكد المهندس نادر البني وزير الري ان الاتصالات مستمرة مع الجانب العراقي وهناك تنسيق في المؤتمرات الدولية. واشار الى ان العنوان الرئيسي لمحضر الاجتماع الذي وقع كان الاستفادة من المياه المشتركة بشكل عقلاني بما يخدم تنمية الشعوب المستفيدة من مياه نهري دجلة والفرات. وشدد على ضرورة عقد الاجتماعات الدورية للجان الفنية من اجل وضع التصورات وتبادل المعلومات.