الغاز ما وفر ملايين الليرات على الخزينة العامة، ومنذ فترة قليلة تمكن أحد العامل في مشفى درعا الوطني من إصلاح جهاز الطبقي المحوري الوحيد في الهيئة العامة لمشفى درعا الوطني موفراً بذلك مبلغ 200 مليون ليرة سورية كان يترتب على الإدارة تأمينه لشراء جهاز جديد كونه الجهاز الوحيد من نوعه في المحافظة والأمر ينسحب على الكثير من الإنجازات والإصلاحات في الكثير من المواقع، حيث تمكنت الكوادر الفنية المحلية من إصلاح ضاغط التقليب الخاص بإنتاج البنزين الممتاز في مصفاة حمص ووضعه في الخدمة منذ بداية هذا العام وذلك بعد خروجه عن الخدمة لعدة سنوات، وتعثر عملية إصلاحه بسبب العقوبات الاقتصادية وعدم توافر قطع التبديل وقد حقق إصلاح الضاغط التوربيني وفراً بمعدل مليون ليرة يومياً.
المهم في الموضوع هو أن الإصلاحات في المواقع الثلاثة تمت بخبرات وجهود وطنية بعيداً عن الاستعانة بأي خبراء أجانب كما كان يجري في السابق، مما وفر على الدولة الأعباء الكبيرة لتأمينها جراء العقوبات والحصار المفروض على سورية، وبالتالي توفير مبالغ هائلة من العملة الصعبة، الأمر الذي يؤكد أهمية الاعتماد على الذات كخطوة داعمة في بناء الاقتصاد الوطني.
عملية التنمية الشاملة ومواجهة التحديات وندرة ونقص العمالة في الكثير من الجهات والمؤسسات وظروف الحرب والحصار المفروضة على بلدنا وعلى كافة قطاعاته الاقتصادية والصناعية والزراعية وحتى الصحي تتطلب استثمار العنصر البشري والاهتمام بهذه الكوادر التي بقيت صامدة في مواقع عملها وخلف خطوط إنتاجها، والمحافظة عليها ومنعها من التسرب وذلك في ظل النزوح المتزايد والنزيف المستمر للكفاءات والأدمغة والعقول وأصحاب المهارات والحرف، وتأثرها بعوامل الجذب التي تحاول إغراءها حتى تكتسبها وتفرغ البلد من طاقتها، لذلك لا بد منح تلك الأيادي الماهرة التي وفرت الملايين من الليرات المكافآت العينية والنقدية وتكريمهم وتحفيزهم على العطاء وتسليط الضوء على إنجازاتهم والاستفادة من خبراتهم وكفاءاتهم للإسهام برفع مستوى بقية العاملين وتدريبهم وتأهيلهم وتعزيز روح المبادرة والعطاء لتحقيق الأهداف المرجوة.