وتنوعت النقاشات خلال الاجتماع الذي عقد أمس الأول حول المستجدات التي تهم الناس اليوم وكيفية تحقيق التكامل بين المذاهب والتوصل إلى اجتهادات تكون محافظة على ثوابت الدين ومحترمة للعقل ومنسجمة مع الواقع.
وأكد الوزير السيد على عدم تسطيح العقل في فهم القرآن ،مبينا أن اجتماع اليوم في اللجنة التحضيرية للمجمع الفقهي السوري يهدف إلى ترسيخ مفاهيم الوحدة الوطنية والأخذ بيد أبناء الوطن على اختلافهم وتنوعهم لمواجهة فكر أعداء الأمة الصهاينة والمتطرفين التكفيريين وأتباع الإسلام السياسي وإخوان الشياطين الذين ما لبثوا يبثون الفتن لتمزيق الأمة وتشتيت قوتها بعيداً عن أهدافها.
وقال وزير الأوقاف إن الاجتماع يأتي تأكيداً على الجمع بين العقل والنقل في فهم النصوص القرآنية والسنة الشريفة فهماً يناسب الواقع وحاجات الناس المعاصرة ويؤكد صلاحية التشريع الإسلامي لكل زمان ومكان ولتأسيس فقه الواقع الذي يجد الحلول المناسبة لمشكلات الناس على الصعد المختلفة وترسيخا لفقه المواطنة والحوار ونشره في المجتمع عبر الوسائل المتنوعة ليكون عامل قوة وليعزز الانتماء للوطن وقيمه التاريخية والحضارية وبناء المستقبل الفكري للأمة والاستفادة من التراث الفقهي والمخزون العلمي لعلمائنا السابقين، مضيفا إنه يهدف أيضا إلى تقديم الإسهامات الجديدة التي تنهض بالواقع وتتجاوز أخطاء الماضي ومشكلاته.
وأكد الوزير السيد أن هذا الاجتماع وما يتضمنه من التكامل والتناغم بين مختلف الاجتهادات الفقهية إنما ينطلق من قول السيد الرئيس بشار الأسد «إن أئمة المذاهب تركوا لنا مدارس فقهية ولم يتركوا لنا طوائف ولو علموا أنهم سيتركون لنا طوائف ما تركوها لنا».
وبناء على ما تم الاتفاق عليه في هذه الجلسة أقر المجلس إطلاق العمل بفقه الواقع والقضايا المعاصرة ومنها «المواطنة- الوحدة- حرب الانترنت- المقاومة- مواجهة التطرف» وتم بعد ذلك تشكيل لجنة مصغرة لإعداد جدول أعمال الاجتماع الرسمي للمجلس العلمي الفقهي كما تمت تسمية أمين سر للمجلس وتحديد اجتماعات المجلس كل ثلاثة أشهر. وفي الختام وجه الحضور تحية ولاء ووفاء للرئيس الأسد باعتبار هذا المجلس هو الأول من نوعه في العالم الإسلامي الذي يجسد الفكر الإسلامي السوري المتطور.
وفي تصريح صحفي قال وزير الأوقاف: إن تشكيل المجلس العلمي الفقهي إنجاز كبير جدا على مستوى الفكر والفقه الإسلامي في الساحة الإسلامية عموما والعربية، ونقلة نوعية تنفيذا لأحكام قانون وزارة الأوقاف رقم 31 وخصوصا المادة 5 من إحداث هذا المجلس ليكون درعا أمام الأخاديد الطائفية والمذهبية التي عصفت بأمتنا عبر سنوات طويلة، معتبرا أن تشكيل مجلس فقهي يضم كل المذاهب الإسلامية حالة فريدة وسبق لسورية على كل الدول العربية والإسلامية في سبيل التطور.
وأوضح الوزير السيد أن مشروع فقه الواقع جاء من الحاجة إلى فقه جديد يتعلق بالأمور المعاصرة بالنسبة للمواطن ويشمل على رأس الأولويات فقه المواطنة وحرب الانترنت وما يتعلق بالمستجدات على الساحة الطبية كزرع الأعضاء البشرية وغيرها والأحكام والقيم المتعلقة بذلك، إضافة إلى موضوع الوحدة والمقاومة وما يتعلق بالتطرف والوهابية والإخوان والتكفير وكلها أحداث مستجدة في هذا الزمن.