وتثبيت قوات الاحتلال الأميركي تموضعها بالقرب من الحقول النفطية، للإشراف على عمليات نهب النفط السوري، في توقيت متزامن يشير إلى مدى التنسيق والتعاون بين الجانبين لجهة إدارة دفة العدوان، خلافا لما تحاول واشنطن وأنقرة تسويقه عن وجود خلافات كبيرة بينهما.
نظام أردوغان الذي يتلاعب على كافة الحبال، يستغل مسألة تزعمه للتنظيمات الإرهابية، لإبقاء باب العدوان مفتوحا، من دون الالتزام بأي اتفاقات أو تفاهمات مع الجانب الروسي، سواء بما يخص منطقة الجزيرة، أو في إدلب، وهو يضع اتهامه اليوم لمشغله الأميركي في سلة اتهامه للجانب الروسي بعدم تنفيذ ما سماها (الخطوات الضرورية) بشأن الاتفاق حول انسحاب مجموعات (قسد) من المناطق الحدودية المتفق عليها، من أجل إيهام الآخرين بأنه يتصرف بمعزل عن أي أوامر يتلقاها من الأميركي، رغم أن كافة مراحل الحرب الإرهابية على سورية، أثبتت وقائعها الميدانية أن المجرم أردوغان لم يقدم على خطوة واحدة إلا بأمر أميركي، سواء كان ذلك على الصعيد الميداني، أوعلى الصعيد السياسي.
بالتوازي مع التهديد التركي، نجد المحتل الأميركي يستقدم تعزيزات إضافية لقواته المحتلة، وينشئ قواعد احتلال جديدة لإحكام السيطرة على حقول النفط، ومنع الدولة السورية من استعادتها، ولعرقلة انتشار الجيش العربي السوري على الحدود مع تركيا، وهنا يبدو التناغم الأميركي والتركي أكثر وضوحاً لجهة تصعيد العدوان، في مناورة تهدف لابتزاز الدولة السورية والجانب الروسي من أجل الحصول على مكاسب سياسية لقاء انسحاب قوتي الاحتلال الأميركي والتركي عبر أي مفاوضات قادمة، من شأنها إنتاج حل سياسي شامل، لا سيما وأن الاحتلالين الأميركي والتركي يدركان حتمية خروجهما في نهاية المطاف.
المرحلة القادمة ستفرض بكل تأكيد قواعد اشتباك جديدة، ولن تكون بالمطلق لمصلحة شريكا الإرهاب الأميركي والتركي، مهما تماديا بعدوانهما المشترك، فسورية تملك الكثير من القدرات لتحويل فترة بقاء قوات الاحتلال الأميركية والتركية إلى جحيم يرتد إلى صدور الغزاة، عبر إطلاق المقاومة الشعبية لمواجهة المحتلين، وتاريخ السوريين زاخر بالانتصارات ضد أي قوة محتلة.