أم الشهداء تعيش طقوساً احتفالية مقدسة هناك بين ربوعها وتحت ظلال السنديان الشامخ وبين كروم التفاح وحقول القمح يرقد أبطال ميامين قضوا كرمى عيون الوطن وقائده في شوارعها وعلى شرفات المنازل تطالعك صور لقامات ورجالات ضحوا بدمائهم على امتداد ساحة الوطن أكاليل الغار والرياحين على أقواس النصر
بعضها ذبل وبعضها الآخر مازال غضاً ويافعاً مايوحي أنه بين الحين والآخر يزف عريساً جديداً لهذه القرية ومع كل عرس جديد هناك ولادة جديدة لبطل استشهادي وتجديد العهد والوعد على افتداء الوطن بأغلى وأثمن مايملك الإنسان دمه وروحه.
بالأمس القريب ودعت القرية الشهيد البطل الرقيب أول غيث علي شعار وماجت ساحات القرية وشوارعها وانحنى السنديان وعبق في المكان رائحة البخور والرياحين والنسوة زغردن وهتافات الرجال شقت عنان السماء معلنين أن هيهات منا الذلة.
والد الشهيد علي صالح شعار قال: كان ولدي رجلاً مغواراً لايهاب الموت ودائم الحديث عن الوطن وقائده وعن الشهادة أو النصر دائماً كان يبعث فينا الأمل والطمأنينة ويقول لاتخافوا في الميدان والساحات رجال أشاوس سيقضون على خفافيش الليل والظلام والعملاء والارهابيين.
السيدة الفاضلة نجاة علي عبد الكريم والدة الشهيد قالت: أنا أم الشهيد أنا أم البطل غيث شعار ربيته كل شبر بنذر وعلمته أن الأرض عرضه ويجب أن تصان فقدته ولداً ولكن شرف شهادته سيبلسم جراحي وسأعتز وافتخر به ماحييت.
غدير ومحمد شعار شقيقتا الشهيد قالا: غيث لقد تسلمنا رايتك نم قرير العين لن تسقط هذه الراية وفي عروقنا قطرة دم واحدة وللوطن وقائده نقول: نحن فداء للوطن وقائده وأننا على العهد بإذن الله وعلى الوعد لاتراجع لاتخاذل بل النصر قادم.
فجليت من قرى محافظة طرطوس تشتهر بزراعة العنب والتفاح والزيتون