|
|
رهان الليبيين في المرحلة المقبلة بقلم بروز درجي بعد تقدمه الساحق على الأصوليين بزعامة عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري الليبي وأحد أهم مؤسسي تنظيم القاعدة في افريقيا وفي ليبيا. تحالف جبريل والمؤلف من60 حزبا ليبراليا وبنتيجة فرز الأصوات الأولية هيمن على المشهد السياسي في ليبيا على عكس التوقعات التي كانت ترجح فوز الأصوليين وبقوة على امتداد الشارع الليبي كما حصل في مصر وتونس وبالطبع هذا الفوز لليبراليين على الأصوليين جاء بمثابة الصدمة لكثر من مؤيدي التيار الأصولي . عندما اكتسح ائتلاف جبريل صناديق الاقتراع وحصل على اكبر نسبة من الأصوات في الفرز الجزئي للانتخابات حصول ائتلاف جبريل على هذه النسبة أكد مدى الدعم الواسع الذي يحظى به محمود جبريل وتياره العلماني في جميع أنحاء البلاد . هذه النتيجة التي قلبت التوقعات خاصة بعد فوز الإسلاميين والأصوليين في مصر وتونس ووصولهم إلى حكم بلادهم وهيمنتهم على مفاصل صنع القرار في تلك البلدان الأمر الذي أثار دهشة كثر من الليبراليين والعلمانيين على امتداد الوطن العربي الذين توقعوا كثيراً من الانغلاق وعودة التخلف إلى كثير من البلدان العربية في ظل وجود حكام أصوليين متشددين 0 ليبيا عكست التوقعات بالرغم من حالة الانفلات الأمني الذي يسود البلاد وبعد انهيار نظام معمر القذافي على يد الناتو وبالتالي اغتيال الزعيم الراحل في ظروف وصفت باللانسانية ومخالفة للقواعد والأنظمة الدولية . في الحقيقة ليبيا اليوم لا تشبه ليبيا الأمس حيث أصبحت البلاد اليوم مرتعا خصبا لكل من هب ودب. إذا المشهد السياسي في ليبيا يميل إلى التعقيد وربما يذهب إلى المواجهة إذا لم يتقبل الأصوليين بنتائج الانتخابات 0 ولكن على ما يبدو بان محمود جبريل وهو رجل سياسي سابق ومخضرم في نظام معمر القذافي هو قادر على قيادة المرحلة القادمة في ليبيا خاصة بعد تصريحاته الأخيرة برفضه للتدخل السافر لكثير من الدول العربية كقطر والسعودية في شؤون ليبيا الداخلية وفرض كثير من الاستثمارات القطرية على السلطة الحاكمة في ليبيا وشراؤها لكثير من أعضاء المجلس الانتقالي الذين أصبحوا ألعوبة بيدها وبيد كثير من الدول العربية . محمود جبريل الرجل الأكثر اعتدالا في المجلس الانتقالي الليبي والاحرص على ما يبدو على مستقبل ليبيا بعد رحيل معمر القذافي ويحظى بشعبية عارمة في ليبيا 0 بعد معاناة الليبيين الطويلة من حالة الفوضى وانعدام الأمن والمحاولات الحثيثة لتقسيم ليبيا الأمر الذي رفضه كثير من الليبيين الذين لطالما فخروا بوحدة أراضيهم وغنى بلادهم بالثروات وعلى رأسها النفط كل هذا وذاك دفع المواطنين في ليبيا لدعم ائتلاف جبريل الليبرالي المعتدل في وجه التيار الأصولي المتشدد الذي ربما قد يقود البلاد إلى التقسيم 0 فهل يكون محمود جبريل رهان الليبيين في المرحلة المقبلة
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||
