و(العاصفة) لأنسي الحاج، و(الورد والقاموس) محمود درويش ومقطع من (حفلة سمر من أجل 5 حزيران) لونوس، وأطلق على هذه الخلطة اسم (أعرب ما يلي) في صيف 1962 بدأ دراسة الإخراج المسرحي في موسكو ونال الماجستير في الإخراج المسرحي - عن عرضه (كل سهرة خريفية).
1970 قدم أول مسرحية في لبنان بعنوان (أعرب ما يلي) ثم قدم مسرحية (الأعماق) لمكسيم غوركي - ومسرحية (سمكة السلور).
في نفس العام قدم مسرحية (مذكرات مجنون) وأتبعها بمسرحية (رأس المملوك جابر) لسعد الله ونوس ثم (المهرج والأمير الأحمر) 1973 التي يعتبرها من أهم أعماله كمخرج.
يعقوب الشدراوي كان مهموماً بالمسرح الحامل للحقيقة الإنسانية فركز اهتمامه على المضمون، مستغنياً عن الشكل، معتبراً أن هذا النوع من المسرح جزء من الخدمات العامة، والقضية هنا لا فن ولا عبقرية فيه بل هي كتابة عن فبركة.
سار الشدراوي على خط ستانسلافسكي الواقعي، وكوميديا ديلا آرتي في مسرحه بروح شرقية.
جوهر عمله هو المادة الأدبية
ففي عمله المسرحي «الأم كوراج» دافع الشدراوي عن التغريب في مسرحيته سواء في البنية الداخلية أو المضمون، الأم كوراج هي المسرحية الوحيدة التي لا تتبدل شخصياتها أمام الجماهير.
«نامي» أغنية من «الأم كوراج» ومطلعها:
نامي يا زينة لبنان
في تخريش بين التيتات
بنت الجارة بكاية
وبنتي ضحكتها مراية
هي فستانا مخزوق
وفستانك حرير الزوق
ملاك الخيط فستانك
عملو خصوصي عشانك
مسرحية الأم كوراج عمل مسرحي باللغة الفرنسية أساساً وقد تولى ترجمته د. عبد الرحمن البدوي، عن النص الفرنسي، وعاد الشدراوي إلى النص الألماني ووصل إلى صيغة نهائية للترجمة، فجاء النص المسرحي ليعبر عن سيدة الماضي الجميل وأسرار الحياة والكون.
يعقوب الشدراوي واحد من أهم المسرحيين اللبنانيين والعرب المبدعين الذين تركوا بصماتهم في المسرح اللبناني عبر 40 سنة من الابداع وأمثاله.
مسرح الشدراوي مسرح سياسي بامتياز
امتزجت الفكاهة بالتراجيديا عند الشدراوي، في مسرحه عالم فيه ما يضحك وما يبكي.
مسرح الشدراوي مفتوح على التجارب الإنسانية والفنية، والتجريبية وهو من الرواد الأوائل في المسرح اللبناني الذي درس المسرح أكاديمياً، واتسم أسلوب الشدراوي بالليونة والتنوع، وهو أول مخرج لبناني يأخذ في الاعتبار أهمية الوشائج العربية خصوصاً الشامية منها.