تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نتابع .. مع سبق الترقُّب..

فضائيات
الأربعاء 18-7-2012
هفاف ميهوب

هكذا أصبحنا.. مشاهدين على درجةٍ عالية الترقُّب, ولكلِّ ما تبثُّه فضائياتنا السورية, وتحديداً في نشراتِ أخبارها التي باتت حواسنا ومَلكاتنا, على موعدٍ دائم التوثُّب لمتابعتها,

وبهدفِ الاطمئنان على أمن وسلامة الوطن, ومن كلِّ من سوَّلت لهم بشاعة أخلاقهم سفك صموده, وسواء كانوا من صُنَّاع الموت أو حتى من قوَّادِ الفضائيات الإجرامية..‏

إنه الشعور الذي باتَ ينتابُ كل مشاهدٍ, يعشق أرضه وكرامة أمته, بل كل من يعنيهِ منَّا, الحفاظ على وطنه وصموده ومقاومته.. أيضاً هو شعور كل شريفٍ تابع ولا يزال مقدار ماحيكَ ضدَّنا من مؤامراتٍ استفحل فجور مدبِّريها, ومقدار ما تصدَّت فضائياتنا للباطلِ بحقٍّ, هو الأعلى والأقدر على إسقاطِ المُرائي والمُلحدُ مما يُصرُّ عليه أهل الفتنةِ ومروِّجيها..‏

لاشكَّ أن هذا الشعور, هو من جعلنا في حالةِ استنفارٍ ومواكبة دائمة, ولكل جديدٍ نخشى أن تفوتنا متابعته كمشاهدين, لم يعد ينقصنا التبصّر والوعي للتيقُّنِ من مقدار ما أحلَّ هدر وطننا ودمنا وعرضنا وديننا, أولئك الذين لا وطنَ ولا دمَ ولا عرضَ ولا دينَ إلا وتبرَّئ منهم ومن أفعالهم.. أفعال الشياطين..‏

نعم.. هكذا أصبحنا.. في حالةِ ترقُّبٍ وتوثُّبٍ في الحواس, ولمتابعة ما تعرضه فضائياتنا ضمن نشرات أخبارها وحواراتها ومؤتمراتها وعلى مدى مواكبتها وملاحقتها لفلولِ المجرمين والكاذبين ومن شتى أنحاء الوباء العدائي, بل والإعلامي الناطق بمصالح أصحاب فضائياتِ الحقد المأجور. أولئك الذين ذبحوا أطفالنا ونساءنا وشبابنا ورجالنا, ليعلنوا بعدها وبكلِّ فجور بأن من ذبحهم هم حماة وطننا.. أولئك الذين اغتالوا عقولنا وفجروا حياتنا وخطفوا أماننا ليعلنوا أيضاً وبكلِّ خسّة, بأن حماة وجودنا هم من اقترف ذلك..‏

بيد أنهم.. لا.. حقاً إنهم, ولطالما استشهدَ ولا يزال, من كل بيتٍ فينا, من إذا تابعنا صورته أو اسمه أو طريقة خطفه أو ذبحه, نقول: ألا لعنة الوطنِ ودم شهدائه ودين شرفائه, على هكذا فضائياتٍ لا حرمة تعنيها ولا ضمير يتَّصل إلا بالحرامِ من مساعيها..‏

أخيراً.. الوجع وجعنا, والنزيف من دمنا. تماماً مثلما وجع إعلامنا الذي ينزف الخبر مضمَّخاً بالأحمر, ومع كل «عاجل» أو «جديد».. ليبقَ الإصرار على الصدق هو العنوان الذي عرَّت به فضائياتنا, تلك الفضائيات التي من شدَّة ما تعفَّنت أخلاقها كذباً وتحريضاً وحقداً وافتراء.. بات فضاؤها نجساً نجاسة المنبوذ الطاعن في الوباء..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية