. وتتراوح النهايات بين جملة قصيرة أو اثنين لعدة فقرات. وأصبحت تلك النهايات جزء من تقاليد أدبية، لكنها لم تنشر ابدا.
وستصدر طبعة جديدة من رواية «وداعا للسلاح»، والتي نشرت أصلا عام 1929، هذا الشهر، بما في ذلك جميع النهايات البديلة، جنبا إلى جنب مع مقاطع كثيرة حذفها الكاتب من الكتاب قبل إتمامه، وذلك وفقا لاتفاق عقد بين ورثة هيمنغواي مع دار نشر «سيمون وسشوتر»، التي تتولى طبع مؤلفاته لنشر الطبعة المرتقبة في محاولة لشد الأنظار مجددا لكاتب سحر العالم بكتاباته.
وإلى جانب النهايات المحتملة والفقرات التي لم يسبق نشرها، ستتضمن رواية للكاتب الأميركي الشهير مجموعة من العناوين المقترحة من بينها «أشياء ساحرة» و«الحب وقت الحرب» و«كل ليلة وجميع الليالي» و«بسبب الجروح وغيرها». أما سر كل هذا العدد الكبير من النهايات، فربما يكمن في أن أرنست همنغواي كان دقيقا للغاية في تعامله مع الكلمات سعيا للوصول إلى أرقى لغة نثرية.
وتعتبر الرواية شبه سيرة ذاتية لأرنست همنغواي، واعتبرها بعض النقاد أعظم رواية حربية على الإطلاق. وهي تحكي قصة الملازم الأميركي فريدريك هنري خلال الحرب العالمية الأولى، حينما كان يعمل سائق سيارة إسعاف في الجيش الإيطالي، وأجواء الحرب والحب ورغبة الإنسان في الحياة وسط الدمار.
ويقول شون همنغواي وهو حفيد ارنست ويعمل في متحف متروبوليتان للفنون «اعتقد أن الناس المهتمين في الكتابة وكيفية الكتابة، سيكونون مستمتعين بمعرفة تفاصيل وخبايا كتابة هذه الرواية مضيفا أن همنغواي كاتب اسر مخيلة الرأي العام الأميركي، وتأتي أهمية إعادة كتابة روايته لأنها تركز حقا على عمله».
وتخلص الطبعة الجديدة إلى أن النهايات ال39 التي صرح ارنست عنها هي في الواقع 47. وقد تمت المحافظة عليها في مجموعة أرنست همنغواي في مكتبة جون ف كينيدي الرئاسية ومتحف في بوسطن منذ عام 1979، حيث درسها شون همنغواي بعناية. (وجد برنارد اولدسي، وهو باحث مهتم بأعمال همنغواي، أن النهايات بلغ عددها 41 في كتابه «حرفة همنغواي المخفية»، ولكن شون همنغواي وجد أن عددها بلغ 47 وذلك بسبب الاختلافات في المخطوطات المحفوظة في مكتبة كينيدي). لا بل إن تلك النهايات تتنوع في الطول والنبرة، في مشهد يوحي أن الكاتب الراحل كان يولي اهتماما بالغا بالكتابة بوصفها صنعة، بمقدار ما كان يهتم بصياغة الأفكار المطروحة في أعماله ألأدبية.
ووضعت النهايات البديلة التي جمعت ضمن ملحق في الطبعة الجديدة، وهي كتاب 330 صفحة اما عن الغلاف فيحمل اسم العمل الفني في الرواية الأصلية، ورجل مستلق وامرأة، وكلاهما عاري الصدر. وتتضمن الطبعة نسخا مستبعدة لمقاطع أخرى من الرواية ومجموعة من العناوين، التي كان الكاتب قد أخذها في الاعتبار، لكنه يبدو أنه قد قرر تنحيتها جانبا ومن بينها «حب في الحرب» و»عن الجراح وقضايا أخرى».
ولد أرنست همنغواي يوم 21 تموز 1899 في أواك بارك بولاية إلينوي الأمريكية، من أب طبيب مولع بالصيد والتاريخ الطبيعي، وأم متزمتة ذات اهتمام بالموسيقا.
وقد عمل عام 1921 مراسلا لصحيفة «تورنتو ستار» في شيكاغو، ثم هاجر إلى باريس 1922، حيث تعرف على أدباء فرنسا حين كانت الحركة الثقافية الفرنسية في العشرينيات تعيش عصرها الذهبي. بداية النجاح كان عام 1923 نشر أولى مجموعاته القصصية وهي «ثلاث قصص وعشرة أناشيد»، لكن أول عمل لفت انتباه الجمهور من أعمال همنغواي لم يأت سوى عام 1926 وهو «الشمس تشرق أيضا» التي لاقت نجاحا منقطع النظير. هذا النجاح شجعه على نشر مجموعة قصص 1927، هي «الرجل العازب».
ومن أهم أعماله «وداعا أيها السلاح»، وقد نجح هذا العمل، وحول إلى مسرحية وفيلم بسرعة، وإن لم تحقق المسرحية ذلك النجاح الكبير، وهذا ما دفعه لترسيخ اسمه الأدبي بعمل أدبي جديد ومتميز، فنشر عام 1932 «وفاة في العشية».
وبدأ همنغواي منذ 1933 يتردد باستمرار على كوبا، وفيها كتب عمله «الفائز يخرج صفر اليدين»، ثم توقف عن النشر حتى 1935 لتظهر «روابي إفريقيا الخضراء» عن رحلة قادته لشرق القارة.
وفي عام 1940، نشر «لمن تقرع الأجراس» لتحقق نجاحا خارقا وتتجاوز مبيعاتها المليون نسخة في السنة الأولى لنشرها، ونال عن حقوق الفيلم المأخوذ عنها 150 ألف دولار وكان رقما قياسيا وقتذاك.
تلقى همنغواي جائزة بوليتزر الأمريكية في الصحافه عام 1953.
كما حصل على جائزة جائزة نوبل في الأدب عام 1954 عن رواية العجوز والبحر.
كما حصل على جائزة بوليتزر الأمريكية «لأستاذيته في فن الرواية الحديثة ولقوة اسلوبه كما يظهر ذلك بوضوح في قصته الأخيرة العجوز والبحر»
ويعكس أدب همنغواي تجاربه الشخصية في الحربين العالميتين الأولى والثانية والحرب الأهلية الإسبانية.
وقد ترك صاحب «رائعة العجوز والبحر» بصمته على الأدب الأميركي ليصبح واحدا من أهم أركانه. وغالبا ما تقف شخصيات همنغواي دائما في وجه الشدائد والتحديات دون شكوى أو تبرم، وهي كما يراها النقاد تعكس طبيعته الشخصية.
يعد إرنست ميلر همنغواي من أهم الروائيين وكتاب القصة الأمريكيين.كتب الروايات والقصص القصيرة. غلبت عليه النظرة السوداوية