تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المواطنة..علاقة انتماء بين الإنسان والأرض...

مجتمع
الأربعاء 18-7-2012
لقاءات غصون سليمان - خلود حكمت شحادة

المحامي نزار السكيف : من يعمل ضد مصالح وطنه يفقد صلاحيات المواطن الغيور على أرضه وعرضه

مفهوم الهوية.. الانتماء ..المواطنة..التعايش..‏

العيش المشترك مصطلحات بتنا نتداولها بين الفينة والأخرى في الأحاديث اليومية، في مكان العمل، وحوار الشاشات كإحدى أدوات مفرزات الأزمة التي عصفت ببلدنا ووطننا الذي كان يتربع هدوءاً على صدر الزمان ويوزع الطمأنينة والأمان في كل الاتجاهات..‏

وإذا كان البعض يطالب اليوم وما أكثرهم بضرورة تعزيز وتفعيل وتنشيط معنى وجوهر وثقافة الانتماء والتي هي بالأساس ثقافة تربوية، لابد من تجذيرها في بنية المجتمع بعد أن بتنا نلاحظ وبشكل مباشر مظاهر لم نألفها في شوارع مدننا وقرانا وأحيائنا كيف أن ابن العشر سنوات يحمل السلاح في وجه أبناء حارته وحيه، يشتم ويسب ويحرق ويدمرمع استعراض للعضلات؟؟ مايطرح السؤال التالي: أين هي المشكلة؟ هل هي في جوانب التربية والتعليم كمؤسسة اجتماعية كبرى، أم هي مشكلة أسرية منزلية تخضع لجملة عوامل متعددة ومختلفة الأوصاف اليوم.‏

في هذه المساحة نحاول أن نضيء بعض النقاط حول مفهوم المواطنة والانتماء من وجهة نظر تربوية وقانونية.‏

نقيب المحامين السوريين السيد نزار علي السكيف يرى أن المواطنة كمفهوم ومصطلح هي بالنتيجة علاقة انتماء بين الإنسان والأرض وبغض النظر عن الهوية وعن أي رؤية إثنية، دينية أو مذهبية، فالإنسان هو الإنسان وسورية عمرها أكثر من عشرة آلاف عام..‏

و الأديان التي أوجدها الله عز وجل ماهي إلا رحمة للعالمين وتبصراً للإنسانية والحضارة مستشهداً بما قاله خاتم النبيين محمد عليه السلام«إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» ومكارم الأخلاق هي مجموعة قيم إنسانية وأخلاقية بالنتيجة لذلك وحسب مايؤكد نقيب المحامين فإن مفهوم المواطنة هي انتماء ضمن كل المعايير المعروفة.‏

وبقدر مايكون المرء منتمياً ومعطاءً لهذه الأرض ومتعلقاً بها كإنسان يمتلك من القيم الوطنية والأخلاقية وحتى الإنسانية فهو بالتأكيد مواطن صالح بمسؤوليته تجاه حق الانتماء والمواطنة، أما من يتمرد ويخرب ويحمل هوية سورية فهو ليس بسوري لأن الهوية ليست هي معيار انتماء ولامعيار المواطنة، معللاً ذلك بالقول: «صحيح مواطن بالهوية ولكن بأدائه وعمله هو شخص سيىء ومن يكون سيئاً ويعمل ضد مصالح وطنه يفقد صلاحيات المواطن الصالح الغيور على أرضه وعرضه وتراب بلده.‏

وعن تقييمه كمحام للتجربة التي مرّت وتمربها سورية بيِّن النقيب السكيف إنها تجربة رائعة بالرغم من صعوبة وقساوة الظروف من جميع أطرافها لأن إرادة التحدي كانت الفيصل في معركة الوجود التي يخوضها الشعب السوري بكل مكوناته وأركان قوته وبتصوره فإن سورية قد خرجت من هذه التجربة ناجحة وقوية ماأغاظ الاخرين الذين يتشدقون غيظاً مما حققه هذا البلد من إنجازات إيجابية خلال فترة قصيرة من عمر الأزمة وهذا مالايروق لهم إذ إن كل شيء تم في مواعيده..‏

القيمة أن نحيا مع الآخر‏

وأكد نقيب المحامين أن ماتحتاجه سورية هو وجود قيادات حول السيد الرئيس بشار الأسد تكون بمستوى 50٪ من فكره على الأقل لأن هذا القائد يملك أخلاقاً رفيعة وفكراً نوعياً فهو ابن مدرسة وطنية كبيرة مشهود لها في تاريخ عزّة وكرامة هذا البلد لذلك يجب أن يعود لهذا البلد قيمه الأخلاقية والتربوية والحضارية حيث كان السوريون هم روادها وصناعها.‏

وأضاف أن لاأحد يراهن على سورية لسبب بسيط جداً؟!‏

إنها هي نتاج تاريخ أولاً ومعبر وممر للأنبياء ومقر للأولياء الصالحين.. هي الإسلام والتسامح والمحبة.. إسلام الحياة لأن القيمة ليست أن نتعايش مع الآخر وإنما القيمة أن نحيا مع الآخر، قيمة الحياة إذاً هي القيمة، والتعايش ليس قيمة إنه شيء طارىء، وأن تحيا، فهذا يعني أنك إنسان تقدر لنفسك وللآخرين مالك ولهم وعليك وعليهم.‏

***‏

د. محمود محمد : الإنتماء إحساس ومشاعر يحملها الفرد تجاه مكونات مجتمعه ..‏

الدكتور محمود علي محمد من جامعة دمشق كلية التربية قسم أصول التربية يوضح مفهوم المواطنة بأنها تندرج ضمن منظومة أكبر هي مفهوم الهوية وكل أمة من أمم العالم لها هوية معينة، وهذه الهوية تتكون من معطيات مادية وهي الأرض وما عليها، ومن معطيات معينة مثل الثقافة بكل جوانبها «من عادات وتقاليد وقيم وأخلاق وعلوم وفلسفة وأدب وجغرافية وفن وتاريخ،‏

ولهذا كله يندرج ضمن المكون المعنوي للهوية وأضاف في حديث معه بأننا نحن في الأمة العربية نشكل هوية نطلق عليها الهوية العربية والهوية السورية هي جزء من هذه الهوية ككل، وبالتالي لا نستطيع أن نعزز هوية سورية بمعزل عن الهوية العربية، لأن الاشتراك بالقيم والدين والثقافة موجود.‏

ثم تأتي الوطنية أو المواطنة والتي هي فعل الانتماء للوطن، الانتماء إلى هذه المكونات، الانتماء الى هذه الهوية، مشيراً إلى أنّ المواطنة يستحقها الفرد لمجرد أنّه يوجد في البلد بمعنى أنني كمواطن سوري وأنتمي الى المواطنة لأن لغتي عربية وديني أحد هذه المكونات وثقافتي هي العربية «موسيقاي» هي الموسيقا العربية وكذلك لباسي وطعامي وشرابي ونمط سكني وبيتي وأرضي هي الأرض العربية، أي إن المواطنة يستحقها الفرد لمجرد عيشه في الوطن،‏

لكن تحتاج هذه المواطنة إلى شيء اسمه الانتماء، أن أشعر كفرد أنني أنتمي إلى هذه الثقافة، وأن هذا الانتماء ما يجعل ذاتية الفرد أو القوى الذاتية للفرد مندمجة مع ذلك الكيان المادي الذي ذكر آنفاً ويؤكد الدكتور محمد على أنّه ليس كل من حمل المواطنة كفعل يعد منتمياً إلى الوطن، موضحاً ذلك بمثال «شخصان يعيشان في بناء واحد يحملان نفس مكونات المواطنة ومعهما هوية مدون فيها الاسم الشخصي واسم الآب والأم والجنسية ولهما في القانون الوضعي الرسمي للدولة حقوق وواجبات مترتبة على كليهما، لكن الفارق أو الأحرى المفارقة هنا أن أحد هؤلاء ذهب وحمل السلاح بما يخدم به العدو الصهيوني الذي يحمل الحقد على هذه الأمة، وبالتالي هذا الذي حمل الأذى لا يبالي إن رأى مجموع الأوساخ في الشارع، وإذ رأى حديقة تحترق فلا يعنيه ذلك، إذا هو مواطن حمل عناصر المواطنة لكنه لم يحمل الانتماء الى هذا الوطن، لأن الانتماء هو إحساس ومشاعر يحملها الفرد تجاه المكونات المادية التي كونت هويته الوطنية، وبيّن الدكتور محمد أنه كلما كان الانتماء متجسداً بصورة أرقى وواضحاً ودافعاً لفعل أفعال المواطنة، حين ذلك تكون الصورة المثلى التي تنشدها من بناء المواطن، بمعنى ليس كل المواطنين بنفس الدرجة.‏

يعمل ليل نهار‏

فهناك مواطن يعمل ليل نهار لخدمة الوطن وحماية أبنائه والدفاع عن حياته لتحقيق التقدم للوطن والأمة، هنا نقول إنّ الانتماء تحقق وإنّ المواطنة انتقلت من سلوك سرمدي جامد إلى فعل صيرورة يتكون ويتحول ويتطور وينمو مع الأيام ويقوم بنقلها إلى الأجيال الأخرى، سواء كانوا متعلمين أو أبناء أو أخوة أو أصدقاء أو كما نرى في بعض اللقاءات والندوات من بعض الأشقاء العرب كمواطنين كيف ينقلون مشاعرهم وانتماءهم بالوطن ويحركون المشاعر لتصبح هي المكون الداخلي للشخصية الإنسانية.‏

***‏

الاستاذ وسيم نعمة : الوطن يجمع كل من يعيش فوقه ومحبته واجب مقدس‏

عندما نتحدث عن مفهوم المواطنة أو مايسمى اليوم العيش أو التعايش وخاصة في هذا البلد «سورية» فنحن لانبتكر شيئاً جديداً وإنما نبتكر حقيقة تعاملنا مع بعضنا البعض كيف نلتقي أنا وأنت،‏

هو وهي الثالث والرابع والجزء مع الكل، والمواطنة برأي السيد وسيم نعمة مدير تجمع مدارس الآسية «باب توما» التابعة لبطركية انطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس ليست حقاً يعطى أو منّة من أحد يعطى للإنسان المعطي، بل المواطنة هي عيش لايحتاج إلى إذن من أحد وعندما أعيش كشخص بكامل إنسانيتي في هذا الوطن فيعني أننا ننمي محبتنا للأرض التي نعيش فيها، وما محبة الآخر إلا اعتراف به وبوجوده، معتبراً أن مفهوم المواطنة بالنسبة للشعب السوري بغالبية أطيافه هو شيء بديهي إذ إن الإنسان والمواطن والوطن والانتماء للوطن يمكن تشبيهه بنقاط الدائرة الواحدة، وبقدر ما تقترب النقاط من المركز أكثر بقدر مايتقرب أبناء هذه الأمة من بعضهم أكثر والعكس صحيح، مايعني أن الوطن هو الذي يجمع كل من يعيش فوق أرضه ويأكل ويشرب من خيراته وينهل من معارفه وثقافاته وبالتالي كلما تقاربنا نحن المواطنين من بعضنا البعض ولاسيما في هذه الظروف العصيبة نقترب من هموم الوطن وأوجاعه والتي يتوجب علينا أن نبلسمه ونعالج شجونه، وهنا يشير السيد نعمة أننا بحاجة اليوم أكثر إلى نوع من العلم والثقافة،‏

وها هومطلوب منّا كمؤسسات تربوية أن نأخذ نحن الدرس وننتظر إلى المستقبل أكثر مما ننظر إلى الماضي فكل مايجري في حياتنا هو درس يجب أن نستفيد منه ومن كل ماحدث كي نبني مستقبلاً أفضل من خلال العمل والبناء على جيلنا الصاعد وإن كان التحدي كبيراً ويحتاج إلى جهود مضاعفة وعلى جميع المستويات بعد أن تعود البعض على وجود أمور غير مألوفة بالنسبة لنا وبالتالي أصبح التحدي بكيفية إنتاج حالة الوعي والإدراك لبناء إنسان محض، مؤمن وقادر على التفكير والحكم بصورة إيجابية وتحت مصلحة واحدة هي مستقبل الوطن، مضيفاً أننا كشعب سوري ننتمي إلى هذا المشرق إلى هذه الأرض التي نعيش عليها والتي هي من أقدم بلدان العالم، فما يحملنا مسؤولية أن تبقى هذه البقعة المضيئة مركز إشعاع الحضارة التي مرت وتمرّ من هنا على الدوام.‏

وأخيراً يمكن القول من خلال ماتقدم إن مشكلتنا تربوية إلى حد كبير بعد أن دخلت المدينة وسوقها البعض بعباءة عصرية فيها الكثير من المغالطات والزيف لقيم ومبادئ كان من المفترض ألا يقترب منها غبار الشك والظلم وتغييب الحقائق والمعارف عن مسارها الصحيح.‏

ولانبالغ إذا ماقلنا وعلى لسان الكثيرين من أجيال سبقونا حين يؤكدون على مقولة «إننا تربينا بشكل جيد.. الآباء قاموا بواجبهم والأساتذة على أيامنا مارسوا دورهم التربوي على أكمل وجه، والذاكرة مازالت تحفظ عبارة احترم الكبير واعطف على الصغير.. وقم بواجبك قبل أن تسأل عن حقك؟! علمونا أفكاراً وقيماً حقيقية نحترم العلم ونكبر الإنسانية..‏

نرتقي بمنظومة الأخلاق والمبادئ الإيجابية والتي من الواجب ألا يحيد المرء عنها.‏

لذلك نؤكد مرة أخرى على أن هناك حلقة ضائعة أظهرتها الأحداث، وهناك إشارة استفهام؟! طالما سورية عبر عقود عدة لم تخرج أجيالاً بهذه المواصفات التي تراها اليوم وهي انتشار ثقافة التكفير والتي كانت مخبأة على مايبدو تحت الرماد وتُصنّع وتنشط بشكل مخفي إلى أن أفصحت عن وجهها الذميم وأظهرتها بشكل واضح الأحداث المفتعلة في سورية حيث تم استغلال جيل الشباب من يافعين وغيرهم بمختلف وسائل الإغراء المادية والمعنوية والتربوية والأخلاقية.. فهل نعيد النظر ببعض الإجراءات ونعود إلى صرامة أساليب التربية والأسرة بأن الوطن حق لايعلى عليه ومحبته واجب مقدس وافتداءه بالغالي وكل مانملك هوأضعف الإيمان.‏

***‏

لأنك وطني.. أحببتك و هويتي عربي سوري‏

د . محمد واصل : الولاء للوطن فوق أي مطالب شخصية‏

الوطن قيمة كبيرة أعجز عن وصفها، فهو أكبر من أن يوصف، هو الأمن والأمان، هو الانتماء والهُوية، هو الكيان والوجود، هو العزة والكرامة، والإنسان بلا وطن، لا كيان له ولا هُوية.‏

نعيش به ويعيش بنا مهما ابتعدنا، نحيا به وله ويحيا فينا يكبر حبه فينا يوماً تلو الآخر، محبته تزيد لا تنقص، به نقوى ونعيش، ندافع عنه لأنه كرامتنا وعزتنا.‏

الانتماء والقومية‏

يمرّ الكائن البشريّ منذ ولادته وحتى مماته في مراحل متعددة بدءًا من مرحلة الرضاعة التي يعتمد فيها الصغير على أمه ويكون انتماؤه لها ثم يعي أسرته، ويأخذ بالاعتماد على نفسه حتّى يستقلّ عن والديه، ويبني له أسرته الجديدة فهو ينتمي لعائلة ثم لحارة أو حيّ أو قرية أو مدينة ومحافظة ليصل إلى دولة ذات حدود وسيادة ودساتير وقوانين.. ليكون فرداً من شعب له تاريخه وتراثه، وله ماضيه وحاضره وتطلعاته المستقبليّة.. كما ينتمي لقوميّة لها جذورها العريقة وحضارتها وإنجازاتها وطموحاتها وقد يكون انتماؤه لإطار فكريّ سياسيّ له مبادئه وأفكاره وغاياته..‏

والأهم هو الانتماء للإنسانيّة التي تجمع بين جميع الأفراد من جميع الأعراق والشعوب والقوميات والأمم والديانات والعقائد والمذاهب. إن الانتماء لبقعة من الأرض تسمى وطناً وحبنا لها ليس معناه احتكارها ومنع الآخرين من العيش فيها والانتماء لها، فالوطن للجميع لكل من أخلص له وعرف قيمته، دافع عنه بعلم أو سلاح، نحمي الوطن ليحمينا ليكون سترتنا الصوفية في برد المؤامرات القارس، دواء لآفات حاولت التسلل إلى جذور أبنائه وإلحاق الفساد فيها، فسلامة الوطن بسلامة أبنائه عقلاً وجسداً، بإيمانهم الصادق به وحبهم له، بالبذل والعطاء والتضحية دون حساب.‏

هويتي هل هي جينات وراثية..؟!!‏

الهوية وهي تشمل اللغة والعادات والتقاليد والثقافة بصفة عامة يكتسبها الإنسان من المحيط الذي يعيش فيه وبالتالي فإن الانتماء والهوية شيء مكتسب من العيش في مكان ما وفي زمن ما ولا علاقة لها بالوراثة ولا بالجينات فحينما يوضع طفل حديث الولادة في مجتمع غير مجتمعه يتعلم عاداته ولغته وثقافته ولا تحمل جيناته ما يدل على صفات مجتمع أبويه الحقيقيين، وهذا ما أثبتته دراسات متعددة في علوم المجتمع.‏

الهوية رمز الانتماء‏

الهوية رمز الانتماء هذه العبارة التي بدأ بها حديثه الدكتور محمد واصل عميد كلية الحقوق في سؤالنا له عن الهوية والانتماء وعرفها بأنها تعبير مادي عن الحالة السياسية للمواطنين وهي تتضمن المعلومات الخاصة بكل شخص :الاسم، النسبة، محل الإقامة، الولادة والأهم الرقم الوطني.‏

أما المفهوم السياسي للهوية فيعني أنه يقع على المواطنين عبْء تحمل الدفاع عن الدولة ضد أي خطر أو عدو وهذا العبء لا يقع على عاتق الرعايا الموجودين على أرض الوطن، وبناء على هذه الهوية على المواطنين أن يدفعوا ضريبة الدم للحفاظ على الوطن وسلامته واستقلاله.‏

أما عن الانتماء للجنسية فقال د. واصل إنه من حقوق الشخص الأساسية الحقوق السياسية والمدنية والحقوق السياسية أساسها رابطة الانتماء بالجنسية وهي شرعية لكل مواطن للمشاركة في الحياة السياسية ليكون ناخباً ومنتخباً ومن حقه أن يتولى شؤون الوظيفة العامة وهي من أهم معايير التمييز بين المواطنين والرعايا فليس كل من يعيش في كنف الدولة مواطناً، فالأجانب (الرعايا) على أرض الوطن يتمتعون بالحقوق المدنية العامة وليس الخاصة للمواطن حيث إنها محصورة بالمواطنين ومن هم في حكمهم.‏

وفي كلمة أخيرة أكد د. واصل على أن كل من يحمل الجنسية السورية عليه الالتزام بحكم ولائه لوطنه للقيام بواجبه ومن يحمل الهوية السورية ورابطة الانتماء بالجنسية السورية ولا يقوم بهذا الواجب فإنه لا يعد سورياً وفقاً لتلك الرابطة، ومن يقم بعكس ذلك يجب أن يحاكم ويحاسب ويمكن اتخاذ ما يلزم بشأن تجريده من الجنسية.‏

حق يتمتع به كل فرد‏

للفرد المواطن حقوق وعليه واجبات تجاه وطنه ككل ولن يكون مواطناً في حال اقتصرت اهتماماته على خدمة قبيلته أو طائفته فقط وتحقيق مصلحتهم فقط دون الأخذ في اعتباره مصلحة الآخرين داخل الدولة لأنه هنا يكون عنصرياً طائفياً لا يحمل هوية بلده ولا يتحمل مسؤوليات المواطنة.‏

والمواطنة تعني عدم ربط الولاء للوطن بما يناله المواطن من حقوق؛ إذ ينبغي أن يكون الولاء للوطن فوق أي مطالب شخصية، وهذا لا يعني أن يتنازل المواطنون عن بعض حقوقهم، ولكن عدم حصول أي مواطن على بعض حقوقه لا يبرر له البتة خيانة هذا الوطن، والتحالف مع أعدائه ضده، والتجسس عليه لحسابهم، أو الانضمام لجماعات إرهابية لزعزعة الأمن فيه، أو الإساءة إليه والطعن فيه، وللأسف مشهد خيانة الوطن نراه اليوم من بعض ضعاف النفوس ممن سولت لهم أنفسهم العبث بأمن هذا الوطن والإخلال بسلامة أبنائهم، ولكن إصرار المواطنين الحقيقيين على نجاة هذا البلد والتغلب على أعدائه سيسير به إلى الضفة الآمنة لينجو بمن صلح من أبنائه لذلك علينا الانتباه لأبنائنا لغرس بذور الخير فيهم وتنبيههم إلى وطنهم ودولتهم وتربيتهم على المواطنة والتفريق بين الوطنية والقومية من جهة والابتعاد عن أسلاك الطائفية الشائكة التي تدمي قلوبنا والعودة إلى حياة هادئة آمنة في جيل جديد رضع حب الوطن والدفاع عنه من أمهات كانت شهادة أحبائهم قوة لهم تدفعهم بحماسة نحو الأفضل للنشوء بجيل جديد ينتصر على حبال الشر ويقطعها ليصنع منها سلالم العبور إلى مستقبل أفضل..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية