، وبنظرة مبدئية على وضع دراما 2012 يبدو أن المنتجين تحسبوا لحالة المقاطعة المفترضة فاتجهوا نحو الدراما الشامية العصية على المقاطعة بسبب الجماهيرية التي تحققها والاعلانات التي تجلبها وهكذا سيكون الموسم الرمضاني بنكهة شامية من خلال أعمال عدة، فقد شهد الموسم الدرامي السوري لهذا العام بالإضافة إلى عدد من المسلسلات الكوميدية والاجتماعية التي أعلن عنها عدداً متزايداً من مسلسلات ما يعرف بدراما البيئة الشامية فإنتاج هذا العدد من المسلسلات يعني عملياً أن يدخل السوريون منافسة فيما بينهم على أسواق العرض إذ تجاوزت إيرادات الدراما السورية للدخل الوطني أكثر من 520 ألف دولار.
فقد كانت المسلسلات الشامية أول ما تم تسويقه. منها «طاحونة الشر» لمروان قاووق وناجي طعمة و«زمن البرغوت» للكاتب محمد زيد والمخرج أحمد إبراهيم أحمد، «الأميمي» تأليف سليمان عبد العزيز، إخراج تامر إسحاق .. وستكون الكوميديا حاضرة كالعادة مع «سيت كاز» للمخرج زهير قنوع ويؤدي بطولته النجم أيمن رضا. والجزء الرابع من مسلسل «صبايا» نص نور الشيشكلي وإخراج سيف الشيخ نجيب لنتابع حياة الصبايا وقصصهن الخفيفة. كذلك، سنتابع سلسلة «أنت هنا» وهي لوحات كوميدية قصيرة تعالج قضايا الفساد في المجتمع السوري للكاتب شادي دويعر وأخرجه علي ديوب و«حصان طروادة» لمجموعة من الكتاب الشباب والمخرج أسامة الحمد وسيكون إياد نحاس على موعد مع الجزء الثاني من «أيام الدراسة» الذي كتب نصه طلال مارديني.. و«مختار حارتنا» كوميدي شامي تأليف مروان قاووق إخراج فادي سليم. إضافة إلى الجزء التاسع من مسلسل «بقعة ضوء» إخراج عامر فهد والجزء الثاني من «أبو جانتي» .
كذلك يشهد رمضان 2012 أعمالاً اجتماعية حيث تصدت مؤسسة الإنتاج الدرامي التلفزيوني والإذاعي لإنتاج مجموعة من الأعمال المهمة شأنها شأن شركات الإنتاج في القطاع الخاص. ومن الأعمال الاجتماعية المعاصرة نذكر «رفة عين» الذي كتبت نصه وتؤدي بطولته أمل عرفة ويخرجه المثنى صبح أيضاً «رومانتيكا» وهو تجربة اجتماعية كوميدية خفيفة تشكل تجربة مهند قطيش الإخراجية الأولى وكتابة شادي دويعر فيما يتوقع أن يحقق مسلسل رانيا البيطار ورشا شربتجي «بنات العيلة» جماهيرية كبيرة وهنا تلاحق شربتجي مصير فتيات يواجهن مصائرهن بشكل متباين ضمن ما يحيطهن من ظروف.. و«المفتاح» إخراج هشام شربتجي وهو عمل اجتماعي يعالج مجموعة من المفاهيم والقيم الحياتية كالحب والزواج والشرف والأمانة ليثبت هشاشتها عند امتحانه و«أرواح عارية» وهو من تأليف فادي قوشقجي إخراج الليث حجو.. «ساعات الجمر» وهو الجزء الثاني من مسلسل «الولادة من الخاصرة» تأليف سامر رضوان إخراج رشا شربتجي.. «خلصت» وهو مسلسل اجتماعي ناقد تأليف أحمد قصار إخراج يامن الحجلي بينما يقدم المخرج فيصل بني المرجة مسلسل «أوراق بنفسجية» من تأليفه بالتعاون مع الكاتبة فاتن سكرية ويتناول العمل أحداثاً اجتماعية معاصرة ضمن لوحات تحمل موضوعات متنوعة اجتماعية كوميدية أما مسلسل (مابتخلص حكايتنا ) الذي أخرج رامي حنا عدداً من حلقاته ويقوم المخرج تامر إسحاق والفنان عباس النوري بإخراج عدد آخر من حلقاته.
من جهة أخرى يسجل الموسم تراجع المسلسلات التاريخية رغم إنتاج عدة أعمال أبرزها «مصابيح زرقاء» وهو ملحمة وطنية تلفزيونية مأخوذة عن رواية الأديب السوري الكبير حنا مينه، سيناريو محمود عبد الكريم، إخراج فهد ميري إذ إنه يحمل طابعاً تاريخياً اجتماعياً وتدور أحداثه في أواخر فترة الانتداب الفرنسي لسورية والحرب العالمية الثانية، أي في سنوات الأربعينيات وعلى صعيد الدراما التاريخية الدمشقية يقدم المخرج تامر إسحق عمله «الأميمي» ونص سليمان عبد العزيز، يتناول العمل أحداثاً تاريخية موثقة شهدتها دمشق سنة 1850 كخلفية لتفاصيل الحياة اليومية الدمشقية، كما يقدم المخرج أحمد إبراهيم الأحمد والكاتب محمد الزيد عمل «زمن البرغوت» الذي تدور أحداثه في فترة خروج الاحتلال العثماني من سورية والعمل «الإمام الصادق» ويخرجه سامي الجنادي . يحكي العمل سيرة الإمام أبو عبد الله جعفر الصادق, ومسلسل (الفاروق عمر) إخراج حاتم علي، إضافة للجزء الثاني من مسلسل ( دليلة والزيبق) إخراج سمير حسين.
رغم التخوف الذي أصاب أغلب المنتجين في بداية العام والتأني الكبير في البدء بالتصوير إلا أن الدراما السورية فضلت الانسياق وراء الجرأة في المشاهد وتناول الحياة الاجتماعية والابتعاد عن الجرأة السياسية ونبقى بانتظار شاشات العرض في رمضان لنرى ما ستحققه هذه الأعمال من نجاحات يحصد ثمرها السوريون جميعاً.