رغم محاولات المذيع بعد أن عرف طبيعة الخلاف الذي يؤرقه والمتعلق بالميراث إقناعه أنَ علاج مشكلته لدى القضاء المختص، لكنَ المستنجد بالإذاعة بقي مصراً أنَ الحل لا يمكن إنجازه إلَا من خلال تلك الوزارة وعليهم مساعدته.
ردة فعل كل من سمع تلك المكالمة الضحك. . الضحك من بساطة هذا المواطن، لكن في حقيقة الأمر كان الدافع لما قاله الإحساس بأنَ الخلاف على الميراث سببه تخلي أطرافه ومعظمنا معه عن الضوابط، والأصول، والقواعد القيمية والأخلاقية والدينية التي كانت صمام أمانٍ لعلاقات غزتها آفات العولمة، والانفتاح الأعمى الذي أضعنا في ظله قيمة كبير العائلة، وعقلاء الحارة، والقرية، والعشيرة الذين كانت آراؤهم محترمة، ومشورتهم على الرأس، وقراراتهم نافذةٌ على الجميع.
إذاً, نحن أمام واقعٍ جديدٍ لم نألفه لكننا ساهمنا في صنعه , واقعٌ فرض على حكومتنا إحداث وزارة مهمتها فقط تحقيق المصالحة الوطنية بين أبنائها لذلك علينا أن نعي بأنَ وزاراتنا جميعها على اختلاف مهامها، وتسمياتها محقوقةٌ تجاهنا، ومطالبةٌ بتأمين حياة كريمةً لنا، ومسؤولةٌ عن دفع المظالم عنَا، لكننا أمام أحدثها مسؤولون عن دعمها، لأنَ المصالحة لن تتحقق مالم نتصالح مع أنفسنا، مع قيمنا، مع ديننا الذي لم يحض يوماً إلَا على التسامح، والمحبة، والتعاون، وبلادنا لم تكن إلَا نموذجاً حضارياً لترجمة رسالات الله إلى عباده في الحض على العمل الصالح. .في التآخي. .في التعاضد. .في نصرة الحق ودفع الباطل بكل أشكاله.
إذاً, لنتصالح أولاً مع ذواتنا، مع أسرنا وعوائلنا عندها سنساهم في إنجاح مهمة وزارةٍ نأمل أن تكون عابرة في حياتنا مع احترامنا وتقديرنا الكبير للوزير المكلف بمهامها.