وهي ستبذل كل مابوسعها لهذا الدعم كما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس حيث ترفض بلاده بشكل قاطع اي تدخل عسكري في سورية، في وقت اكد مندوبها الدائم لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين ان بلاده ستستخدم الفيتو ضد اي مشروع قرار في مجلس الامن يبيح هذا التدخل بأي شكل من اشكاله.
فروسيا لن توافق الا على تمديد عمل بعثة المراقبين الدوليين كما اكد نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف وهو مارحب به المبعوث الاممي كوفي انان، الامر الذي يضع روسيا والغرب في مواجهة حقيقية وحادة علىِ الوضع في سورية حسب رؤية الصحف الروسية.
فقد اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان روسيا دعمت منذ البداية وتعتزم في المستقبل ابداء الدعم لجهود المبعوث الخاص للامم المتحدة كوفي انان الرامية لتسوية الازمة في سورية .
وقال بوتين خلال مباحثاته مع انان في الكرملين امس انه منذ البداية ومنذ خطواتكم الاولى كمبعوث خاص للامين العام للامم المتحدة الى سورية قدمنا الدعم وندعم الان ايضا جهودكم الرامية الى استعادة السلام الاهلي في سورية .
واشار الرئيس الروسي الى ان زيارة انان الى روسيا تجري على خلفية احداث مأساوية في سورية موضحا ان موسكو تعرف انان كشخص مستقيم يحظى بالشعبية وبالثقة.
من جهته اكد انان ان الوضع في سورية يمر الان في منعطف طرق وفي لحظة حرجة.
لافروف: وثيقة جنيف إجماعية ولا مانع من الاتفاق في مجلس الأمن
الى ذلك أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه يثق بامكانية التوصل الى اجماع في مجلس الامن بخصوص مشروع القرار حول سورية.
وقال لافروف بعد اختتام مباحثات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع انان: لقد وجدنا اجماعا غير بسيط في المؤتمر الذي دعا اليه انان في جنيف مضيفا أن وثيقة جنيف اجماعية ولا أرى سببا يمنعنا من الاتفاق في مجلس الامن ونحن مستعدون لذلك.
بدوره قال انان لقد بحثنا في النقاشات الجارية في مجلس الامن حول سورية ونأمل بأن يجد أعضاء مجلس الامن صيغا مقبولة للجميع.
من جانبه اكد فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة ان بلاده ستستخدم حق النقض الفيتو في مجلس الامن الدولي ضد مشروع القرار الغربي الذي يشكل نقطة انطلاق للتدخل العسكري في سورية.
ونقلت قناة روسيا امس عن تشوركين قوله في تصريح له اليوم ان الاشارة الى الفصل السابع في مشروع القرار الغربي غير مقبولة على الاطلاق بالنسبة لموسكو متعهدا باستخدام روسيا حق النقض الفيتو ضده.
واشار المندوب الروسي الى مشروع القرار الروسي المعد ايضا للتصويت عليه في مجلس الامن الدولي مبديا استعداد بلاده لتبني مشروع قرار بسيط من شأنه تمديد مهمة مراقبي الامم المتحدة في سورية.
بدوره أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن انان يؤيد المقترح الروسي بتمديد عمل بعثة مراقبي الامم المتحدة فيها.
وقال غاتيلوف في تصريح امس بعد المباحثات التي أجراها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع انان في موسكو الليلة قبل الماضية.. اننا نعتقد أن هذه البعثة تلعب دورا هاما وبناء في استقرار الموقف وان انان يؤيدنا في ذلك ويجب الاستفادة من هذا الموضوع.
وأوضح غاتيلوف أن الوزير لافروف وانان أشارا الى ان الوضع في سورية غير مقبول ولابد من تأييد نتائج اجتماع جنيف حيث تم اقتراح عقد جلسة في موسكو قبل نهاية الشهر الحالي لمجموعة العمل حول سورية على المستوى الوزاري لهذا الهدف .
ولفت غاتيلوف الى أن المباحثات بين لافروف وانان جرت في جو ايجابي وتمت الاشارة خلالها الى ضرورة بذل جهود لاحقة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في جنيف وقد حاولنا اقناع انان بالقيام بعمل فعال مع اللاعبين الخارجيين ومع المعارضة السورية.
يأتي ذلك بينما أكدت صحيفة كوميرسانت الروسية أن الرئيس فلاديمير بوتين مصر على حماية القانون الدولي ورفض التدخل الاجنبي في سورية.
ورأت الصحيفة في مقال نشرته في عددها الصادر امس ان روسيا والغرب يقفان على حافة مجابهة حادة حول سورية حيث اصدر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عددا من التصريحات الحادة غير المسبوقة عشية المباحثات التي تجري بين الرئيس بوتين ومبعوث الامم المتحدة الى سورية كوفي انان متهما فيها الغرب بمحاولات ابتزاز روسيا وواصفا مشروع القرار الغربي المقدم الى مجلس الامن حول الوضع فيها بانه مرفوض.
واعتبرت الصحيفة ان الكرملين هو الذي يصر بالدرجة الاولى على انتهاج خط محدد فيما يخص الازمة في سورية خصوصا وأن موسكو تعتقد بأن مال الاحداث فيها سيصبح طرازا لتسوية النزاعات الداخلية في الدول في المستقبل.
وأوضحت الصحيفة ان الرئيس بوتين أصر في الجزء المغلق من اجتماع سفراء روسيا في الخارج الذي انعقد في موسكو الاسبوع الماضي على ان تقف الدبلوماسية الروسية في حماية القانون الدولي فيما يتعلق بسورية.
ولفتت الصحيفة الى ان الكرملين ووزارة الخارجية الروسية أعلنا مرارا انهما يصران على مراعاة ثلاثة مبادىء أساسية للامم المتحدة عند حل الازمة في سورية وهي سيادة الدول وسلامة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية ومعارضة أن يأتي أي تغيير نتيجة للتدخل من الخارج حيث قد يصبح اي بلد في العالم عرضة لمثل هذا التدخل في المستقبل.