تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدول المنفوخة بالغاز.. والعدوان على سورية

شؤون سياسية
الأربعاء 8-8-2012
منير الموسى

إرهاب مستمر منذ ما يزيد على 16 شهراً سقط خلاله مئات الشهداء من الجيش وحفظ النظام والمواطنين والإعلام الملفق المضلل يحمل حكومة سورية المسؤولية ويتناسى المسلحين الإرهابيين القادمين من مشارق الأرض ومغاربها

وبترتيب من شركة بلاك ووتر الإرهابية للقتال في سورية بعلم أميركا وذيولها من الإمبراطوريات البائدة التي أسست سايكس بيكو والتي تحاول أن تخرج من تحت الرماد بإذكاء لها عبر مال عبيد الإمبراطورية الأميركية الخليجيين. والذين وضعوا هذه السايكس بيكو لا يعرفون أنه آن الأوان كي ترتد عليهم وتقض مضاجعهم في عقر دارهم فأزمتهم المالية سببها استمرار جشعهم وفي جزء كبير بسبب عدم مقدرتهم على النظر إلى شعوب المنطقة بأنها ندٌ لهم وبسبب بعض الحكام العرب الذين استرقوا أنفسهم أمام دول الغرب التي اتضح أنها تنتهج أسوأ السياسات على أراضيها في الداخل وتريد أن تصدر أزماتها إلينا عبر الإرهاب لضرب القوى الآسيوية الناهضة عبر بوابات العالم العربي ولا سيما سورية.‏

يحاولون إسقاط سورية بكل السبل، بشراء الذمم ومحاولة إحداث انشقاقات لدى حلقات ضعيفة في الداخل السوري، وهي حلقات كان يجب أن تسقط منذ زمن طويل لان سقوطها يزيد سورية مناعة، مثل الشجرة كلما قلمت أغصانها اليابسة والضعيفة ازدادت قوة.‏

والإعلام الشيطاني الغربي الفاقد للموضوعية الذي يحاول بكل وساوسه محاولا اللعب بالمشاعر من أجل تسويغ تدخل بذرائع إنسانية في سورية إضافة إلى مرصد حقوق الإنسان الإخواني الذي يتمترس في لندن، إنما ليغطي على هذا التدخل الواقع عليها فعلاً ومن خارج صلاحيات مجلس الأمن عن طريق الجماعات الإرهابية المدججة بالسلاح والتي تمترست في أمكنة عدة من سورية ودخلت عبر منافذ حدودية من كل الدول المجاورة للقطر وبعلم ومعرفة معظم حكومات هذه الدول، لا ليخدم أهدافاً إنسانية بل جيوسياسية. وكل ذلك أولا لترتاح إسرائيل من المقاومة وليرتاح حكام الخليج المتخلفون ديمقراطياً وثقافياً من فكر المقاومة والحفاظ على عروشهم المهتزة شعبياً. وثانياً هناك مسألة منابع الطاقة التي يتطلب الوصول إليها ضرب سورية التي كانت أكثر دولة آمنة في العالم وضرب اقتصادها والسياحة فيها ومواردها النفطية وبناها التحتية وإغلاق أسواقها، وكل ذلك على يد من يسمون أنفسهم زوراً أصدقاء سورية والذين يشتهون قيام حرب أهلية فيها عن طريق تطبيق السيناريو العراقي الليبي فيها.‏

وعلى صعيد القوى العالمية التي تنضج العلاقات بينها خارج دائرة الغرب الامبريالي، يشتهي الغربيون حدوث حرب باردة معها، وكل من يعتقد أن وقوف تلك الدول إلى جانب سورية هو حرب باردة بين دول بريكس ومحور أميركا فهو على خطأ، لأن هذه الدول مصممة على بناء صرح دولي يحكمه القانون الدولي ومن هنا فإن القلعة السورية جعلت العالم في مرحلة انتقالية ستشكل صيرورة عالمية جديدة ستقوض سياسة القطب الأوحد فغدا العالم في حالة تقلبات جيوبوليتيكية يلمسها كل الإستراتيجيين في العالم الذي يعرفون أن السباق العالمي الإعلامي والعسكري باتجاه سورية إنما سببه استحقاقات الطاقة. وهكذا بدا جلياً أن سورية مركز الحرب العالمية من أجل الطاقة « النفطية والشمسية» والغاز الذي غدا من أهم مصادر الطاقة في القرن الحادي والعشرين، والفرق بين دول بريكس ومحور أميركا أن الأولى تريد الحفاظ على النسيج السوري وتريد أن تتعامل مع دول المنطقة تعامل الند للند وتعامل الشركاء أما محور أميركا فيريد كعادته الاستعمارية أن يسرق ويستعبد ويبث سياسة فرق تسد لضرب المكونات الاجتماعية في المنطقة ليسهل عليه النهب، ولذلك يراهن على إسقاط سورية.‏

والشعب السوري هو أكثر من يعاني من هذه الحرب لأن سورية تمتلك احتياطات نفطية هي دولياً من حقها في البحر المتوسط، وتعتقد إسرائيل الضالعة في هذه الحرب على سورية بأنه إذا أضعفت خصومها ولا سيما المقاومة فسوف تحصل على الحصة الأكبر في المياه الدولية المتوسطية من منابع الغاز.‏

ولذلك فإن محور أميركا يدفع بالارهاب إلينا والذي يعد خطرا يهدد كل دول العالم بسبب طبيعته المتناقضة مع العلمانية والتنوع الثقافي والتي تهدف الى ضرب التعايش بين شعوب الارض من خلال فرض رأي واحد على كل العالم، فهو على النقيض من الصيغة السورية القائمة على الوحدة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب السوري، فإن الجيش العربي السوري واجه الإرهاب في مختلف مراحل دفاعه عن الوطن وخاصة في الثمانينيات من القرن الـ20 وفي هذه الأيام وهو اليوم في المرصاد لمواجهة هذا العدو الخطر بتتبع فلول القاعدة في سورية وخلاياها التي أخذت الامر بالاستيقاظ من اسيادها في أميركا والغرب بعد أن غطت في العسل الخليجي النفطي .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية