ولاسيما أن العديد من المشكلات الاجتماعية والظواهر السلبية فيه تبدأ في معظمها من هذه الفترة والتي تتميز بالنمو الجسمي السريع والعقلي والاجتماعي ،لذا حرص التربويون على اٍعداد التوجيه والإرشاد ما قبل هذه الفترة بيد أن البعض الآخر أصر على أن تبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة جدا .
أبعادها ترتبط بالمجتمع المحلي
الباحثة الاجتماعية هالة الآغا ماجستير تربية أشارت الى أن هذه المرحلة اٍختلف العلماء حول تحديد بدايتها ونهايتها لكن المجمع عليه هو سن الحادية عشرة الى سن الحادية والعشرين مقسمة الى فترتين رئيسيتين بشكل نظري (مبكرة ومتأخرة )بينما الفترة الزمنية فهي تختلف من مجتمع لآخر قد تكون قصيرة أو طويلة
وهذه المرحلة بشكل عام قسمت الى ثلاث مراحل رئيسية لكل منها خصائص أساسية وتأثيرات تتميز بمتغيرات تتناسب وكل مرحلة فالأولى تمتد من سن الحادية عشرة الى الأربعة عشر عاما وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة تكملها المرحلة الوسطى من الأربعة عشر عاما الى الثامنة عشرة والتي هي مرحلة اكتمال هذه التغيرات ولتستقر بالمرحلة الثالثة في سن الحاديه والعشرين عاما وفيها يصبح الشاب أو الفتاة انسانا راشدا بالمظهر والتصرفات .
وهنا لابد من الاٍشارة الى أن الأبعاد النفسية والاٍجتماعية والأخلاقية في هذه الفترة ترتبط ليس فقط بسلوك الطفل ولكن بالآباء والجماعات والمؤسسات والمجتمع بشكل عام .
البلوغ جانب من المراهقة
وتوضح الآغا أن المراهقة لا تعني البلوغ بل هناك فرق يينهم فالبلوغ هو " بلوغ المراهق القدرة على الاٍنسال أي اكتمال الوظائف الجنسية عنده وذلك بنمو الغدد الجنسية ، وقدرتها على أداء وظيفتها ، أما المراهقة فتشير الى النضج الجسمي والنفسي والاجتماعي ، وعلى ذلك فالبلوغ ماهو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة ،كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها ، فهو أول الدلائل على دخول الطفل مرحلة المراهقة . وهذا يشير الى حقيقة مهمة ، وهي أن النمو لاينتقل من مرحلة الى أخرى فجأة ، بل بشكل تدريجي ومستمر ومتصل وهذا يجعل وصول الفرد الى النضج الجنسي لا يعني بالضرورة أنه وصل الى النضج العقلي وإنما عليه أن يتعلم الكثير ليصبح راشدا ناضجا .
الأسرة وعلاقتها بسلوكيات المراهق
فللأسرة دور كبير بسبب عملية التفاعل الأسري والعلاقات بين الأفراد التي تساهم الى حد كبير بتكوين مجموعة من القيم والسلوكيات التي يتعلمها الأبناء عن طريق الملاحظة والتقليد وبشكل أساسي فاٍن الاٍنطباع العام والتركيبة السيكولوجية للأسرة ينعكس على طبيعة المزاج العام والسلوك والانفعاليات لدى الأبناء، وعلى سبيل المثال والكلام للسيد هالة :فان الأسرة التي يسودها نوع من التأييد والاٍستقرار في العلاقات سوف تعطي للمراهق الشعور بالأمان والثقة في تأييد ودعم أفراد الأسرة له ، وعلى العكس من ذلك فان تغلبت الاتجاهات الأنانية والتوتر والصراع بين الأفراد قد يؤدي ذلك الى احساس المراهق بالفراغ والتوتر وعدم الثقة ونقص الدعم المتبادل بينهم ،وهذا ما يدعوه العلماء بمفهوم الثلاثية في التفاعل والتي تتمثل في وجود خلافات بين الآباء ولكنهم لا يقدرون على مواجهتها ،ولذلك فإنهم يدخلون أحد الأبناء كطرف في الصراع والذي قد يسبب للمراهق مشكلات وضغوطاً كثيرة تؤثر على مشاعره وسلوكه بشكل عام .
وهنا ترى الباحثة الاجتماعية هالة الآغا :إنه لا بد من مساعدة المراهقين على اٍكتشاف مناطق القوة والمواهب الخاصة وتشجيع الأبناء على المشاركة في خطوات اٍتخاذه لقراراته وتعليمه أهمية التفكير عند اتخاذ قرارات في موضوعات متضاربة وكيفية التخطيط لمواجهة المشكلات المتوقع حدوثها مع منح الابن الوقت المناسب لممارسة أنشطتهم المفضلة مع الأصدقاء وعدم التسرع في اطلاق الأحكام على زملاء الابن بناء على طريقة كلامهم أو اهتمامهم بمظهرهم .....مع ضرورة البقاء قريبا منه .
ناهيك عن استثمار هذه المرحلة ايجابا وذلك بتوظيف وتوجيه طاقات المراهق لمصلحته شخصيا ولمصلحة أهله ومجتمعه وبلده ،وكل ذلك لن يأتي دون منح المراهق الدعم العاطفي والحرية ضمن ضوابط المجتمع والثقة وتنمية تفكيره الابداعي ، وتشجيعه على القراءة والإطلاع ، وممارسة الرياضة والهوايات المفيدة وتدريبه على مواجهة التحديات وتحمل المسؤوليات واستثمار وقت فراغه بما يعود بالفائدة عليه وعلى الآخرين .