إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي إحدى نتائج الكلام الذي يسمعه، وكأن الكلمة هي ريشة رسام، إما أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة... فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إما أن تكون خيرّة وإلا فلا... بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه (حط من القيمة، تشنيع، استهزاء) ونتج عن هذا لدى الأبناء ( انطواء، عدوانية، مخاوف، عدم ثقة بالنفس).
نظرة
اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة، وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة (أحبك) من ثلاث أو خمس أو عشر مرات، فإذاأوجدت استهجاناً واستغراباً من ابنك وقال: ماذا تفعل يا أبي.. فليكن جوابك «اشتقت لك يا بني» فالنظرة بهذه الطريقة لها أثر ونتائج غير عادية.
لقمة
لا تتم هذه الوسيلة إلا والأسرة مجتمعة على سفرة واحدة.. وعلى الأسرة ألاتضع طاولة الطعام في غرفة التلفاز، حتى يحصل بين أفراد الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر.
وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم... مع ملاحظة أن المراهقين ومن هم في سن الخامس والسادس الابتدائي فما فوق سيشعرون أن هذا الأمر غير مقبول.. فإذا أبى الابن أن تضع اللقمة في فمه... فلتضعها في ملعقته أو في صحنه أمامه، وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت منخفض.. «ولدي والله أشتهي أن أضع لك هذه اللقمة، هذا عربون حب يا حبيبي» بعد هذا سيقبلها.
لمسة
ليس من الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكونا على كرسيين متقابلين، يفضل أن تكون بجانبه وأن يكون يد الأب على كتف ابنه... وقد ثبت أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة... فإذا أردت أن تحدث ابنك أو تنصحه، فلا تجلس في مكانين متباعدين.. لأنه إذا جلس في مكان بعيد عنك فإنك ستضطر لرفع صوتك.. ورفع الصوت سينفره منك.. وربت على الركبة مباشرة إذا كان الولد ذكراً.. أما إذا كانت أنثى فربت على كتفها، وامسك يدها بحنان.. وعلى الآباء وضع رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب والأمن والرحمة، ويردد الوالد: أنا معك.. أنا سأغفر لك ما أخطأت فيه.
دثار
ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة... إذا نام الابن.. فاذهب إليه أيها الأب وقبله وسيحس بك.. فإذا فتح عين وأبقى الأخرى مغمضة وقال مثلاً: «أنت جئت يا بابا»؟
أجبه بكلمات رقيقة.. غطيه بحنان.. في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللاوعي.. أي بين اليقظة والمنام، وسيترسخ هذا المشهد في عقله.. وعندما يصحو في الغد، سيتذكر أن والده، أتاه بالأمس وفعل هذا الفعل، ستقرب المسافة بين الآباء والأبناء.. لذلك يجب أن نكون قريبين من أولادنا.. بأجسادنا وقلوبنا.
لا تبخلوا أيها الأهل على أولادكم بهذه الضمة «ضمة الحب والحنان» فالحاجة إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء...كلما أخذت منه فستظل محتاجاً له.
قبلة
قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه إما الحسن أو الحسين، فرآه الأقرع بن حابس فقال:أتقبّلون صبيانكم؟!! و الله أن لي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم!!
فقال له رسول الله: أأملك أن نزع الله الرحمة من قبلك؟؟.
أيها الآباء والأمهات إن القبلة للابن هي واحدة من تعابير الرحمة، لأنها السر لجذب الأبناء وتمتين الرابطة.. وحينما تفقد الرحمة من سلوكنا مع أطفالنا نكون قد أبعدناهم عنا وخلقنا جداراً شاهقاً وعميقاً.
بسمة
هذه وسائل الحب من يمارسها يكسب محبة من يتعامل معهم وبعض الآباء والأمهات إذا نصحوا بذلك قالوا لم نعتد على ذلك.. هذه الوسائل هي ماء تنمو به نبتة الحب من داخل القلوب، فإذا أردنا أن يبرنا أبناؤنا، فلنبرهم ولنحنو عليهم، مع العلم أن الحب ليس التغاضي عن الأخطاء.. فلنجعل حياتنا كلها حباً ومودة ورحمة.