عزيمة الأبطال في الشوارع والأحياء وعلى الحواجز وفي القطعات العسكرية وفي اللقاءات المختلفة، فاختلطت الصورة الاسطورية بين هامات الأبطال وأبناء الشعب كل يعانق الآخر وكل يفدي الآخر بدمه، الشعب يفدي الجيش بكل ما يملك والجيش يفدي الشعب والوطن بكل ما يملك شعاره الشهادة أو النصر.
الشعب والجيش عاهدا الله والوطن أن يبقيا أوفياء لصيانة حرمة الجسد السوري.
الصوت وصل من كل المحافظات، ومن كل أهلنا في المغترب.. وصلت الرسالة ...قبلة نطبعها على جبين كل جندي شريف مع الدعاء والتوسل لله عزّ وجل بأن يحمي هذا الجيش.
زوجة تعانق بزّة زوجها الشهيد وتشمّ رائحتها وتضمها إلى صدرها بكل عنفوان، وأمّ عجوز عايدت صورة ابنها الشهيد وهي تحملها بين يديها بكل فخر واعتزاز، وطفل وابنه عاهدا الأب الشهيد بالتفوق والنجاح وإكمال درب الأبطال.
سبع وستون شمعة أشعلت ملايين الشمعات من عمر الوطن.. فكان الأبطال الميامين في الميدان مبادلين الوفاء بالوفاء.. والحب بالمحبة قالوا بالفم الملآن نحن جنود هذه الأمة الطاهرة سنبقى للأبد الحاضن والمحب والعاشق لكل ذرة تراب، نحرر الأرض ونحمي العرض، ونبذل أقصى الطاقات لتخليص المجتمع من آفة الإرهاب وأمراض التعصب الوافدة من جعب العصابات المسلحة الإجرامية القذرة، لقد سمعنا صوتكم العالي يا جنودنا البواسل كما خبرنا أفعالكم العظيمة على الأرض وأنتم تؤكدون بأن الجيش لا يحارب فقط ضد أعداء الداخل والخارج بل أيضاً هناك بعد إنساني ربما لا يتحلى به إلاّ أنتم وأمثالكم من المقاومين الشرفاء حين أمنتم مختلف حاجيات الناس من طعام وشراب ودواء في المناطق والقرى والأحياء التي عاث بها الإرهاب فساداً ونكب أرضها.
فلكم أيها الرجال الأبطال من سنابل قمحنا الملأى خيراً و كرامة، وجبالنا الصوان عزّاً وشموخاً، وسهولنا الخضراء أمداً وحياة.. كل عبق الورود وعطر النساء وبسمات الأطفال ودعاء الشيوخ وتأمل الجدات، سواعد تتضافر وقلوب تتهافت من وإلى الشعب والجيش فكلاهما صنوان لحماية الوطن.
وإذا كنّا نحن مشروع شهادة، فأنتم كنتم ومازلتم وستبقون عنوان الخلاص والإنقاذ من كل براثن الإرهاب والتعصب و العدوان ..
دمتم ودام عزّ الوطن...