قرار الإلغاء فتح شهية المراقبين والمحللين على قراءات متعددة سلطت الضوء على مواقف الأطراف ومجريات الأحداث وانتهت الى استنتاجات منها ما يشير الى احتمالات تراجع أوباما عن طرح مزيد من الأفكار والرؤى خشية نشوء صعوبات جديدة تزيد الوضع تعقيداً خصوصاً بعد أن أدرك وادارته أن المشكلة تحتاج للعمل أكثر من حاجتها لاعلان المواقف.
ومنها ما يتحدث عن حاجة الادارة الأميركية للوقت كي تستوعب الصدمة وتدرك او تبتدع طرقا أخرى للتعامل مع الموقف الاسرائيلي الذي يرفض السلام ويراهن على الزمن وتغيير الوقائع ، فضلا عن رهانه على قوة فعل وتأثير اللوبي الصهيوني في رسم وتنفيذ السياسة الأميركية وإعاقتها عند الحاجة .
وبين هذا وذاك ثمة ما يمكن قوله في هذا الاتجاه من أنه ربما تم إرجاء أو إلغاء المؤتمر الصحفي لأن أوباما بات عاجزا عن تقديم أي إجابات على الأسئلة التي ستذكره بالوعود التي قطعها على نفسه ووعد بها الفلسطينيين والعرب والعالم الاسلامي عندما خاطبهم مرتين من تركيا ومصر قبل عدة أشهر.
فالرئيس أوباما طرح العديد من الشعارات والعناوين الجديرة بالتصفيق لها، لكن شيئاً منها لم يتحقق، وخطوة واحدة باتجاهها لم تسجل، وعليه فإن واشنطن مدعوة للوقوف على الحقائق ومطالبة بالاعلان عن الصعوبات التي تعترضها وتسمية مصدرها وبالتالي قول الحقيقة لعلها تخلي ساحتها أو تدفع الآخرين في أوروبا لمساعدتها.
اسرائيل (نتنياهو وليبرمان) أعلنت بوقاحة رفضها المضي بعملية السلام، وأكدت تمسكها بالاستيطان في الضفة الغربية والقدس ورفضها وقف عملياته أو تجميدها حتى لشهور قليلة.
اسرائيل أفرغت جولات ميتشيل من أي محتوى بعد أن أغرقته باللاءات والشروط والتفاصيل غير المفيدة بل راحت تستثمر هذه الجولات والزمن الفاصل بينها في فرض وقائع جديدة من شأنها أن تزيد الوضع تعقيداً.
باختصار شديد..بدأت ادارة أوباما بعد ثمانية أشهر فقط على انخراطها بعملية السلام وتعيين جورج ميتشيل مبعوثاً لها -بدأت- تفقد الثقة و تستهلك رصيدها السياسي ورأسمالها الدبلوماسي، فهل تستدرك قبل أن تجد نفسها مع سابقاتها في السلة ذاتها.
وهل تمتلك جرأة الاعلان عن أن المشكلة تكمن باسرائيل وليس كما تدعي بعدم توفر الشركاء أم أنها ستخضع للضغوط وتؤكد أنها معنية بتثبيت شراكتها مع اسرائيل وتحالفها معها والالتزام المطلق بأمنها وتفوقها واستراتيجياتها المعادية للسلام؟!...