والذي بدوره حرّك متطرفين وإرهابيين آخرين للقيام بعمليات تهديد واعتداء على الآخرين عقب تنفيذه جريمته، التي تتسلسل بدمويتها مع جرائم الإرهابيين في سورية والمنطقة.
ومن هذا التسلسل ظهرت حلقة إرهابية أخرى تصب في ذات الرهاب، حيث طوقت الشرطة النيوزيلندية أمس مستشفى في مدينة هاستينغز على خلفية تهديد لم تحدد طبيعته، وفق ما قال موقع نيوز توك زد بي النيوزيلندي، بينما قالت متحدثة باسم الشرطة: إنهم يعملون للتأكد من الظروف كإجراء وقائي لذلك تم تطويق المستشفى دون تقديم تفاصيل إضافية.
وكان 49 شخصا قتلوا وأصيب العشرات بجروح خطيرة جراء هجوم إرهابي نفذه أسترالي يميني متطرف بأسلحة رشاشة استهدف المصلين في مسجدين بمدينة كرايس تشيرتش في نيوزيلندا الجمعة الماضية.
وسط هذا ذكرت الشرطة البريطانية أن مجهولين هاجموا حشدا من المسلمين بالعصي والمطارق أمام أحد المساجد شرقي لندن، بعد ساعات من هجوم نيوزيلندا، وأن المهاجمين هتفوا بعبارات معادية للمسلمين ووصفوا المصلين بـ»الإرهابيين»، موضحة أن اشتباكاً وقع بين المصلين والمهاجمين الذين لاذوا بالفرار بسيارتهم قبل وصول الشرطة، مشيرة إلى أن جميع المهاجمين من ذوي البشرة البيضاء، وفي العشرينات من عمرهم.
وعززت الشرطة البريطانية إجراءاتها الأمنية الجمعة الماضية في محيط جميع دور العبادة في أنحاء البلاد لحماية المصلين والمقدسات.
وفيما بدأت عائلات ضحايا مجزرة المسجدين بتشييع أبنائها مثل منفذ الهجوم الإرهابي «برينتون تارانت» أمام المحكمة بتهمة القتل، حيث سيبقى رهن الاعتقال من دون إمكانية للإفراج عنه بكفالة حتى موعد محاكمته الثانية في الخامس من الشهر المقبل.
وعلى خلفية ما حدث قالت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن: إن المشتبه فيه كان ينوي مواصلة هجماته قبل أن تقبض عليه الشرطة، وكان هناك سلاحان ناريان آخران في سيارته، معلنة تشديد إجراءات حمل السلاح والتحقيق في نشاط التيارات اليمينية.
وأكد ديوان أرديرن أنها تلقت نسخة من بيان منفذ الهجوم الإرهابي على المسجدي قبل دقائق من إقدامه على الجريمة.
في غضون ذلك، أعلنت إدارة مستشفى كرايس تشيرش أن 39 شخصاً من مصابي الهجوم على المسجدين لا يزالون تحت العلاج 11 منهم في العناية الفائقة.
الشرطة النيوزيلندية بدورها رجحت أن يكون الاعتداء الإرهابي قد نفذه المتهم الرئيس في الجريمة برينتون تارانت، وأنه أتم جريمته بمعزل عن مساعدة أعوانه من المتطرفين.
وقال قائد الشرطة النيوزلندية مايك بوش في مؤتمر صحفي: إن الشرطة تمكنت من اعتقال برينتون تارانت منفذ الهجوم بعد 36 دقيقة من اعتدائه على مسجد النور وأسندت إليه تهمة إطلاق النار، مؤكداً أن الشرطة ترجح أنه انتقل من مسجد إلى ثان ليطلق النار على المصلين وأنه يتحمل مسؤولية الجريمة بمفرده.
وأشار إلى أن التسجيلات الصوتية تدل على أن تارانت، حاول الفرار ولم يستسلم طوعا، لافتا إلى احتمال إسناد تهم جديدة له عمّا قريب.
فيما توافد نيوزيلنديون إلى محيط المسجدين لوضع أكاليل الزهور والتعبير عن دعمهم لعائلات الضحايا، وفي فرنسا فقد أُطفئت الأضواء في برج إيفل حداداً على أرواحهم.
وفي تركيا قال مسؤول كبير: إن منفذ الاعتداء زار تركيا لمدة طويلة، وإن تحركاته واتصالاته خلال تلك الفترة تخضع للتحقيق.
وكالة رويترز نقلت عن المسؤول قوله إنه من المرجح أن يكون المشتبه فيه قد سافر إلى عدة دول أخرى.
أما مفتي عام القارة الأسترالية إبراهيم أبو محمد فقال للميادين: إنّ المجزرة ناجمة عن شحن إعلامي وسياسي من قبل بعض الرموز، وأنّ ما حصل هو يوم أسود في تاريخ نيوزيلندا وأستراليا وهناك مبادرات تعكس طبيعة غالبية الشعب، مذّكراً أنّ الإرهاب ناجم عن تراكمات وبيئة حاضنة ويجب عدم السماح لأحد باستغلال ما حصل لزرع الفتن.
وبسبب عنصريته تعرض سيناتور أسترالي لهجوم بالبيض، في أعقاب اتهامه للمسلمين بأنهم هم سبب ما حصل في نيوزيلندا.