فواشنطن لا توفر أي وقت أو جهد للضغط سياسياً واقتصادياً، بما يشمل محاولة الزج بفكرة تشريع احتلال الجولان العربي السوري من قبل الكيان الصهيوني كما مصير إدلب وملف الجزيرة السورية، في حين تواصل عملها في إطار الممارسات الوحشية على قرى دير الزور الذي يئن مدنيوها تحت القصف الوحشي من تحالفها الارهابي، وذلك بهدف البحث عن ذرائع لإطالة أمد خططها الخبيثة الحالية ريثما تجد المخرج لتطبيق خططها الاكثر خبثاً الجديدة.
فمنذ أن تم الإعلان الهزلي عما تسمى بـ»معركة الحسم» ضد تنظيم «داعش» الارهابي في الجزيرة السورية، بدأت الولايات المتحدة بالحديث عن مرحلة ما بعد القضاء على هذا التنظيم الارهابي وكيف ستحافظ على مكاسبها من وجودها غير الشرعي في سورية، خصوصاً بعدما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن قرار سحب قواته المحتلة من سورية، حيث أكد حينها رئيس المعهد الأمريكي للسياسات الاستراتيجية ميك لين، أن الولايات المتحدة تعمل على إبطاء المعركة ضد «داعش» في سورية، بسبب تخوفها من مستقبل علاقتها مع مرتزقتها الانفصاليين بعد انتهاء «داعش».
وها هي اليوم تعيد حساباتها حيث قامت بالتراجع عن قرار انسحابها من سورية عبر قولها المعلن بنيتها الابقاء على قوات محتلة لها داخل الاراضي السورية لتحقيق اهدافها، من خلال مشروع ما تسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة شمال شرق سورية، التي تحدثت عنها والذي من خلاله أعلنت عن إبقاء عدد من جنودها في تلك المنطقة على أن تكون كقوة مشتركة مع قوات بعض الدول الأوروبية.
في هذا السياق كانت وكالة «رويترز» قد نقلت أمس عن المبعوث الأمريكي جيمس جيفري، تأكيده على أنه لا يوجد جدول زمني لانسحاب قوات بلاده من سورية، وهذا تراجع ملحوظ عن القرار الاميركي بحيث تواصل واشنطن اللعب على كافة الحبال ولاسيما في تمديد مهامها الاحتلالية.
هذه الأحداث مجتمعة تكشف بحسب محللين عدة أمور، أبرزها التعاون الوثيق بين «داعش» الارهابي والولايات المتحدة، وتؤكد أن واشنطن لن تتخلى عن مكاسبها من وجودها اللاشرعي في سورية ، منوهين بان لعاب الطمع الاميركي يسيل على نهب المقدرات والثروات السورية ، لذلك تعمل على وضع خطة جديدة لمرحلة ما بعد تنظيم «داعش» الارهابي والتي سيكون مرتزقة «قسد» هم ركيزتها الأساسية، وفور تحقيق أهدافها وضمان سيطرتها على الجزيرة السورية ومقدراتها ستتخلى عنهم، وهذا ما ألمح إليه نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط دايفيد ساترفيلد، عندما قال إن واشنطن لن تبادر، حسبما كانت أعلنت في السابق، إلى سحب قواتها الموجودة في شمال سورية.
وفي إطار عدوانه ومجازره بحق المدنيين السوريين ارتكب طيران التحالف الأميركي العديد من المجازر وشنت طائراته عشرات الغارات على قرية الباغوز ومحيطها بريف دير الزور الجنوبي الشرقي ما أدى إلى استشهاد وجرح مئات المدنيين أغلبيتهم من الأطفال والنساء إضافة إلى وقوع أضرار مادية كبيرة بممتلكات ومنازل المواطنين.
الى ذلك انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا واشنطن على ذلك القصف الذي يشنه تحالفها على القرية وقالت إن القصف الذي تعرض له وادي الفرات، أسفر عن ارتقاء عشرات الضحايا بين المدنيين.
ويمهد الدخول الأميركي سياسياً على خط إدلب، بالتكامل مع الحديث عن تقييد إعادة الإعمار، لتصعيد الضغط السياسي على دمشق ضمن أي خطوة مستقبلية مرتقبة ويتكامل مسار التصعيد السياسي هذا مع خطوات أميركية ـ إسرائيلية تهدف إلى تكريس الاحتلال الإسرائيلي للجولان، وتحويله إلى أمر واقع.
في المقابل، تؤكد دمشق بوضوح أنها لن تقدم أي تنازلات في مسار الحل السياسي، وبما يخص ملف الجولان المحتل الذي سيبقى ارضا سورية لا تتجزأ، جاء ذلك في رد على محاولات الكيان الاسرائيلي استصدار اي قرار يفيدها بالسيطرة على الجولان والاعتراف به تابعا لها.. لكنها دائماً ما تلقى الفشل.
على الصعيد الميداني قضت وحدات من الجيش العربي السوري العاملة بريف حماة الشمالي على مجموعات إرهابية خرقت اتفاق منطقة خفض التصعيد في عدد من بلدات ريفي إدلب وحماة.