تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«افتتان بوهيمي»..هــــــل تفوّقــــــــت النســـــــــــخة علـــــى الأصـــــل..؟!

فنون
الاحد 17-3-2019
لميس علي

«ما هذا الشيء الذي يبني أحلامنا..؟

والذي قد يفلت من أيدينا..‏‏

من يريد أن يعيش إلى الأبد..‏‏

ليس هناك فرصةٌ من أجلنا...‏‏

هذا العالم يحتوي على‏‏

‏‏

لحظة جميلة واحدة خُصّصت لنا..»‏‏

هي كلمات إحدى أغنيات نجم الروك «فريدي» الذي على ما يبدو عرف كيف يقبض لحظته توهجاً على المسرح.‏‏

ثمة رشقاتٌ من جمال، بفتنته وافتتانه يرشقنا بها أداء الممثل رامي مالك مؤدّياً دور «فريدي ميركوري» الذي عُرف قائداً لفرقة «كوين» في سبعينيات القرن الماضي.. عبر فيلم (افتتان بوهيمي، Bohemian rhapsody) وكان حصل، بسببه على جائزة أوسكار أفضل ممثل دور رئيسي 2019.‏‏

وفريدي يعود أصله إلى جزر زنجبار واسمه الحقيقي «فاروق بولسارا»، خطّ لنفسه حلماً وهدفاً تمكّن من صيدهما لطالما كانت وصفته قلب السلبي إلى إيجابي كما رأينا في بداية الفيلم حين يخبره أحد أعضاء الفرقة التي أراد العمل معها أنه لا يمكنه الغناء بمثل هكذا أسنان كبيرة يمتلكها، ليجيبه فريدي: «وُلدت بأسنان إضافية، المزيد من المساحة في فمي، يعني المزيد من المدى».. وكان له ما أراد ليصبح المغني الرئيسي.. وليقدّم الكثير من الأفكار التي جعلت فرقتهم الأكثر شهرةً في زمنها.‏‏

يبدأ الفيلم وينتهي من حفلة (Live aid) في ملعب ويمبلي عام 1985، التي بدا فيها نجم «كوين» في قمة تألقه.. وكانت القسم الأكثر إثارة لإجراء مقارنات بين أداء فريدي في الحفلة الحقيقية وأداء رامي مالك في النسخة المأخوذة عنها في الفيلم..‏‏

فعلياً من كان الأكثر توهجاَ وقبضاً على لحظته..؟‏‏

هل هناك شيء من الإجحاف في حق فريدي عندما نقارنه بممثلٍ جارى أداءه وتماهى تماماً مع خلقه للحظته الخاصة..؟‏‏

أم إن أداء مالك الأكثر من لافت، شكّل قيمة مضافة رفعت من سوية الفيلم وكان أحد أفضل علاماته المميزة..؟‏‏

لأن ثمة شيئاً/أشياء تبقى غير معلن لجمهور أي فنان، وبالتالي لا يعرفونه تمام المعرفة سوى عبر صورة تُصدّر لهم، ولأن فيلم «افتتان بوهيمي» توغّل ولو قليلاً في تفاصيل حياة نجم روك يُعتبر الأشهر في زمنه، منح ذلك نوعاً من إكساب «مالك» إمكانية اللعب أكثر في ثنايا شخصية يؤدّيها، وبالتالي كانت مساحة قدرته على جذب المتلقين ربما متوفرة له أكثر من الشخصية الحقيقية التي أدّاها.. بينما بقي سرّ فريدي كما كان يشاع طي الكتمان.‏‏

وتنقلب نقطة القوة هذه للفيلم لدى البعض مأخذاً عليه.. لأنهم اعتبروا أن العمل قصّر لجهة الخوض في تفاصيل حياة وأسرار فريدي، وعلاقته مع أسرته أيضاً.. وبقيت مجمل الحكاية مرويّة فقط من وجهة نظر أصدقائه المقربين.. ليأتي الفيلم احتفالياً وتكريماً لشخص مغني الروك الأشهر.‏‏

بالإضافة إلى أداء مالك المذهل، والذي وصل لدرجة تقمص شخصية فريدي، ثمة عامل الأغاني المنتقاة والتي شكّلت مع الأداء رافعة العمل بقوة.. لاسيما الأغنية التي جُعلت عناوناً للفيلم (افتتان بوهيمي).. والتي كتبها فريدي ضمن ألبوم «ليلة في دار الأوبرا» عام 1975، ومزج فيها أكثر من نوع موسيقي، من مقطع أوبرالي إلى مقطع روك.. ومع حالة التجديد على مستوى الشكل اشتملت الأغنية على مضمون قادر على تحريك مشاعر مختلطة لما فيها من بوح عن وجدانيات عميقة كأن تحتوي عبارات مثل: (الحياة بدأت للتو.. لا أريد أن أموت.. في بعض الأحيان أتمنى لو لم أولد).. ويبدو أن الكثير من معانيها تطابقت مع وضع فريدي حين غناها عام 1985 في الحفلة الأشهر له في ملعب ويمبلي، لأنه كان يدرك حينها أنه مريض بالإيدز.. فكان أداؤه استثنائياً.‏‏

في الافتتان الذي خلّفه الفيلم فينا، ثمة الكثير مما يُقال، كأن يُظهر لنا طريقة العمل التي كان فريق كوين يتّبعها في خلق أغنياته، كما في أغنية (We will rock you).. أو قدرتهم على مخاطبة جمهورهم بكلمات تلامس أحلامه كأغنية (نحن الأبطال،We are the champions).. التي من كلماتها: «نحن أبطال يا أصدقاء.. وسنقاتل حتى النهاية.. نحن الأبطال ولا مجال‏

"للخاسرين».‏‏

lamisali25@yahoo.com‏‏

‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية