ونوهت السيدة نائب رئيس الجمهورية بأعمال الشاعر غالا شعرا ونثرا واهتمامه بالمدن العربية في الاندلس وبكبار المفكرين العرب مشيرة إلى وجود اهتمام واسع بشعره في سورية وخصوصا تلك الاعمال الشعرية التي ترجمت إلى العربية.
واضافت الدكتورة العطار ان سورية تسعى لما هو أهم وأسمى في الحياة الثقافية من بناء لعلاقات ثقافية متينة مع مختلف دول العالم والانفتاح على الثقافات الأخرى مشيرة إلى ان الحياة الثقافية تحظى باهتمام رسمي متميز وتبذل جهود كبيرة لرفع مستوى التعليم والحفاظ على الارث الحضاري لسورية. من جانبه عبر الشاعر غالا عن سعادته لوجوده في مدينة دمشق التي احبها وخصوصا بما لمسه من احتضان الشعب السوري له خلال تجوله في المدينة القديمة منوها بدور العرب في بزوغ عصر النهضة في اوروبا.
واشار غالا إلى حبه وتعلقه بالاندلس وقال ان كل مدينة اندلسية جزء من حياتي وكياني فقرطبة والدتي واشبيلية خطيبتي وغرناطة حبيبتي وملقة ممرضتي.
قصائد سورية في أمسية شعرية
هذا وقد احيا الشاعر الاسباني الكبير انطونيو غالا في مكتبة الأسد الوطنية مساء أمس أمسية شعرية بعنوان قصائد سورية وذلك بحضور الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية.
وقال غالا في افتتاح الامسية انه يأتي الى دمشق طفلا يرغب بمعرفتها منذ ان عرف نفسه مضيفا ان من يحمل وردة الى دمشق كمن يحمل رملا الى الصحراء لكن وردتي خاصة جدا.. انها وردة قرطبية ولن افعل شيئا غير أنني سأردها الى موردها.
وتابع الشاعر الاسباني انتم اجداد الجميع.. فالمدن الاولى التي اجتمع فيها البشر لاول مرة موجودة هنا.. عندكم تتبارى على شرف العراقة.. حماة التي قامت فيها منذ العصر الحجري الجديد وحده وحتى العصور الوسطى ثلاث عشرة مدينة متتالية.. وحلب التي خيم فيها النبي ابراهيم على قمة التل الوحيد الذي زاد حجمه تراكم آثار الحضارات الاقدم.. ودمشق.. الحية كالحياة.. اكثر رومية من روما واكثر كونية منها واكثر ديمومة وتقلبا وانسجاما من اي مدينة على وجه الارض واكثر امتلاء بالحيوية الساطعة.. دمشق المتحمسة المستديمة الباقية في الحياة التي لا تكل ولاتحد... المأمولة والمستقبلية.
وعرض غالا للحضارات التي مرت على سورية والتاريخ الذي اكتنزته بدءا من دمشق مرورا بمعلولا وعمريت وصولا الى اللاذقية التي قال ان سماءها الزرقاء وبحرها السماوي يعبق برائحة زهر الليمون المتشبعة به اطلال اوغاريت حيث ترقد ثلاثة آلاف وخمسمئة سنة.
واضاف غالا بنفس شاعري وحماسي.. من كل ما رأيت .. وفوق كل ما رأيت احتفظت بقطعة صلصال.. صغيرة كسبابتي.. فيها وقفت متواضعا امام كتابتها الاوغاريتية العصية وتعدد كتابتها المقطعية.. فيها تكمن ابجدية العالم الاولى.. لشخص تقتصر حياته على الكتابة لا توجد روعة اعظم.
بعد ذلك القى الشاعر الاسباني عددا من القصائد التي تصور اعجابه بحضارة سورية وتراثها وتدعو للفخر بها بدأها بدمشق ومعلولا ومن قاسيون وحلب وقاسيون ليلا التي قال فيها... الحياة التي تنبض في سفح الجبل... هذا الغناء المتلالئ والاخرس للحباحب الاخضر.. والورود البيضاء والذهبية افكر بك ايها الملاك مبهورا بليل كلما اشتد حلكة ازددت انبهارا.
ثم انتقى من كتابه شهادة اندلسية الذي تمت ترجمته الى العربية موخرا عددا من القصائد بينها جبال قرطبة الحمراء - الوادي الكبير - في سان لوكار.