من فُصُولك
واتْركي الرّبيع يأتي
وَساعديني كيْ أرفَع
هذه السَّماء قليلاً
فَوْق سَمائي
وفوْق غُيُوم ذَكّرتْني
بأنّ عَينيْك بحارٌ
وأنّي مَحضُ خَيالٍ
تائه عَنْ مَزارك..
هَلْ كنْتُ واقعياً عنْدما دَعوتُك
لإعادة الدَّم
إلى صَخْرته
والرأسَ المقْطُوعة
إلى جُثَّتها الهَاربة
والقَلبَ الْخاشعَ
إلى صَدْر النَّزوات؟!
وكَمْ يَكفي لِننْسَى
أنّ التاريخَ الذي اشْترَيْنا
كانَ أضغاثَ أفْكار
في كَفّ الصَّائغ المَغْمُور
فَحرّري الْأَخْضَرَ
وَاجْلدي صَدْري بأُغْنية فارسيّة
كَيْ أَمْشي في شَوارع دمَشْقَ حافياً
في جَنازة أبَديَّة
هَلْ تَكْتُبينَ الآنَ عَلى شاهدتي:
هذا جَناهُ عليه الشعرُ
وما جَنىَ علَى أحَدٍ
أوْ تَشرَبين قَهْوةَ الْغُفْرانِ
في باحَةٍ منْ كلمَات؟
ها نَحْنُ الآن نَستدركُ ما فات
من نَبْض لَم يُؤْمن بمَنْ أيقظَه
منْ غَفْوةٍ فادحَة
وَها نَحْنُ ندرّبُ الْأَصَابعَ
عَلى رَسْم المُستَحيل
ففي السّياقِ قَمَرٌ يَعْتلي صَهْوةَ السّماء
الّتي: هلْ تُساعدينَني عَلى رَفْعِها
فَوْقَ هَواء ضَيَّعني؟
وفي السّياق وَجْهُك المَلائِكي
عَبثاً يُقْرئُني ما تَيسَّر
مِنْ مَجْدِ الْخُصْلتيْن
وَما تَعلَّمْتُ سِوى أنَّ الفارسيّةَ التي بَكتْ
قَد أَضاءتْ عَاصفةً منَ العَطشِ
تَحْتَ القُبَّة المُذهَّبَة
الآنَ يمْشي الحبْرُ في السَّطْر
ولا يَمْشي الْكَلام
اَلْآنَ تَرْتَبكُ الْقَصيدَةُ
في أَوْج نَشْوَتها
كَيْ تَكُوني لَها قَافِيةً
وَأكونَ الْحُطَام
أنا الغَريبُ الَّذي تَوَهَّمْتِ
وَمَنْ أَعْطى للتَّماثيل مَلامحَهُ
وَأفْتَى:
بأنَّ الطّريقَ نُقْطَةٌ
وَالْخَطْوَ مَسافَة
وَالْعشقَ رَحابَةٌ
وَالْعُمْرَ سَحَابَة
فَحَرّري الْأَخْضَرَ
كَيْ أَصيرَ بَصِيراً بعَيْنَيْكِ
وَاتْرُكي الرَّبيعَ يَأْتي
مِنْ مَجْد خُصْلَتَيْك
إلَى قَلْعَةٍ
أكونُ بها صَنَماً
وَتكونينَ الْعَذْراء..
ما غيّرتِ الصُّورُ شُخُوصَها
ذلكَ الْمَساء
عنْدَما تَمَزَّق نَعْلي في الطَّريق
فَأدْركني شيخُ المَحبَّة
ومَا كُنْتُ أدْري بأنّي
أَسيرُ إلى جَنْب الحَريق..
وأنا الغَريبُ الذي تَوهَّمْتِ
أنا مَنْ عَرَّى دَمَهُ
في مَقام النَّهاوَنْد
فَأعْتَقَ كمَاناً من ذَبْحٍ وَشيك
تَعاليْ نَقْتسمْ سَلّة الخَريف
فالرَّبيع آتٍ مفعما بالرغبات!!