الجوع في العالم.. مسؤولية من؟!
شؤون سياسية الأربعاء 21-10-2009م د. إبراهيم زعير دعا برنامج الأغذية العالمي في 15 تشرين الأول الحالي وبمناسبة يوم الغذاء العالمي إلى تذكر أكثر من مليار شخص يعانون من الجوع ولايحصلون على القدر الكافي من الغذاء ويحتاجون إلى المساعدة العاجلة،
كما حذرت منظمة «اليونيسيف» التابعة للأمم المتحدة وبوصفها منظمة لرعاية الطفولة في العالم من الوضع الإنساني المتدهور في القرن الإفريقي، وأشارت إلى أن أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة يعانون الجوع، والذي يعني وفق إحصاءات المنظمة ارتفاعاً بمقدار مليون طفل منذ شهر أيار الماضي، بينما ارتفع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات طارئة من 20 مليوناً بداية العام الحالي إلى 24 مليوناً، وقالت اليونيسيف في تقريرها الأخير: إنه خلال عام 2009 سيعاني نحو نصف مليون طفل دون سن الخامسة سوء التغذية الحاد وانعدام الأمن الغذائي، وحسب المنظمة يعود ذلك إلى موجات الجفاف الطويلة التي نتجت عنها خسائر كبيرة في الماشية وارتفاع في أسعار الأغذية ودوت كلمات المديرة التنفيذية لبرامج التغذية جوزيت شيران عندما قالت: إن يوم الغذاء العالمي هو في الواقع يوم بلا غذاء هذا العام بالنسبة لشخص من بين كل ستة أشخاص في مختلف أنحاء العالم، وحذرت المنظمات الإنسانية الدولية من أن تدني مستوى تدفق المعونات الغذائية التي وصلت إلى مستويات لم يسبق لها مثيل منذ عشرين عاماً تزامن مع زيادة عدد الجوعى في العالم والذي يزداد يوماً بعد يوم بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية إضافة إلى سوء الأحوال الجوية. من يتحمل مسؤولية انتشار المجاعة في العالم؟ ومن الجهة التي لا تعير الاهتمام الفعلي لوفاة آلاف الأطفال يومياً بسبب سوء التغذية وقلة الأدوية والخدمات الصحية عموماً؟
إن الدول الصناعية الكبرى وشركاتها العملاقة العابرة للحدود القومية والمتعددة الجنسيات لم تترك بلداً من بلدان العالم النامي إلا وحطت أقدامها فيه مستنزفة ثرواته وخيراتها، جانية من وراء ذلك الأرباح الهائلة على حساب شعوب هذه البلدان وتنميتها الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى دفع البلدان النامية رغماً عنها لإنفاق مبالغ كبيرة جداً على شؤونها العسكرية ودفاعاتها لكي تحافظ عن استقلالها الوطني وصون حريتها وكرامتها الوطنية، والدول الكبرى الاستعمارية أشعلت الحروب الاقليمية والأهلية الداخلية التي باتت عائقاً جدياً في وجه أي تطور اقتصادي واجتماعي في هذه البلدان وبسبب المشكلات الحدودية بين الدول اضطرت الدول الفقيرة إلى توظيف مبالغ هائلة على رفع قدارتها العسكرية، ما حرمها من إمكانية توظيف الأموال الكافية لتوسيع معاهدها ومؤسساتها العلمية والتعليمية وتهيئة الكوادر الوطنية القادرة على المساهمة في تطوير بلدانها. وجاءت الأزمة الاقتصادية والمالية الأميركية والتي تأثرت بها سلباً جميع الدول التي ربطت اقتصادياتها الوطنية بعجلة الاقتصاد الرأسمالي العالمي المأزوم، ولم تنفع جميع التوجهات النظرية للتخفيف من حدة أزمة الغذاء العالمي ولم تجد ما يسمى بالمساعدات من قبل الدول المانحة للدول الأكثر فقراً وخاصة في القارة الإفريقية المعذبة، فمئات المليارات من الدولارات خصصت لإنقاذ الصناعة المالية للعالم، وهذا ما خفض المساعدات الإنسانية للدول الأخرى ما أدى عملياً إلى استفحال مشكلة الفقر والجوع ومسألة إيواء اللاجئين في الكثير من القارات المنكوبة بهذه المشكلات وحيال ذلك ليس مفهوماً تماماً ما صرحت به السيدة هيلاري كلينتون بأن مسألة المجاعة في العالم تحمل مسؤوليتها جميع دول العالم، فبلادها هي -أي الولايات المتحدة- التي تورطت في حرب عبثية في العراق وقبلها في أفغانستان تتكبد خسائر هائلة جراء هذه الحروب.
|