النووي الإيراني.. سيناريو عراقي جديد!
شؤون سياسية الأربعاء 21-10-2009م محمد كشك على الرغم من قدم البرنامج النووي الإيراني فإنه لم يثر حوله أي شكوك قبل الاحتلال الأميركي البريطاني للعراق- ومنذ ذلك الحين مارست الولايات المتحدة الأميركية ضغوطات هائلة على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول أوروبية
بحجة أن إيران تملك برنامجاً نووياً عسكرياً تسعى من خلاله لاستخدام الطاقة النووية في المجال العسكري، إن الرؤية الأميركية لقضية الانتشار النووي تنطلق من أن ذلك يؤمن وضع الولايات المتحدة الأميركية ويحقق لها هدفها في ألا تصبح هناك أطراف إقليمية قادرة على امتلاك الأسلحة النووية، لأن امتلاك هذه الأطراف للسلاح النووي سوف يحول دون تمكن الولايات المتحدة من خوض أي مواجهات إقليمية ضد القوى التي تسعى لتحقيق أهداف خاصة بها (حسب هذه الرؤية أحادية الجانب والمصلحة والهيمنة!!) كما إن القوات الأميركية تعتمد في خوض معاركها على الأسلحة التقليدية وتحقق تطوراً ملحوظاً في إطار هذا الاستخدام، وتوافر الأسلحة النووية لدى القوى الإقليمية سوف يحرم الإدارة الأميركية من استخدام قواتها المسلحة في المستوى التكتيكي وتشير قراءة سريعة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية في مجال التدخل العسكري خارج الحدود أن هذا التاريخ حافل بأكثر من مئتي حالة تدخل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وقد تراوح هذا التدخل العسكري بين أعمال عسكرية مباشرة ونشر قوات وإرسال تعزيزات لوجستية إلى الحلفاء وحماية أرواح الأميركيين اعتماداً على القوة المسلحة، لذلك تسعى الإدارة الأميركية- بعد أن نجحت في دفع المجتمع الدولي في اتجاه معاهدة منع الانتشار النووي مداً لانهائياً- إلى دفعه مرة أخرى ضد إيران بحجة سعيها لامتلاك السلاح النووي، الأمر الذي سوف يؤدي - من وجهة النظر الأميركية- إلى نوع من أنواع الفوضى النووية الدولية، وإذا كانت للولايات المتحدة الأميركية رؤيتها الخاصة إزاء قضية الانتشار النووي من مفاهيم عسكرية وعملياتية، فإن نظرتها إلى البرنامج النووي الإيراني تنطلق من الرؤية الأميركية المملوءة بالعداء والشك والريبة والصدام علاوة على القلق والمحاذير الأميركية المتعلقة بميزان القوة في المنطقة- لذلك وغيرها من الذرائع والأسباب (التي تحكمها هذه النظرة المشار إليها آنفاً) أعلنت الولايات المتحدة مطالبة الرئيس الأميركي باراك أوباما إيران بالإفصاح عن برنامجها النووي وإلا واجهت عقوبات مؤلمة وذلك بعد الكشف عن المنشأة الجديدة لتخصيب اليورانيوم في جنوب طهران.. و إذا كانت للولايات المتحدة مبرراتها العسكرية بشأن الانتشار النووي بشكل عام أولها مبرراتها ذات الأحقاد السياسية تجاه إيران بشكل خاص، فإن الرغبة والحرص الشديدين من جانب «إسرائيل» على أن تكون القوة العسكرية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط هما مايحكمان نظرة «إسرائيل» إلى البرنامج النووي الإيراني، وأن الاستراتيجية الإسرائيلية تهدف إلى أن تكون «الكيان الوحيد في الشرق الأوسط الذي يملك السلاح النووي، فهي منذ سنوات تسعى إلى إثارة الرأي العام ضد إيران، تقول «إسرائيل»: إن الخطوة الإيرانية الجديدة تقصد كشف إيران عن منشأة نووية جديدة) تستدعي رداً لالبس فيه من قبل القوى العظمى!.
وأخيراً نشير إلى أن إيران قد خضعت لاتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية وأظهرت حرصاً على المطالبة بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، ومن ثم فإن كل المرافق النووية الإيرانية التي يتضمنها البرنامج النووي الإيراني تخضع لنظام رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتفتح أبوابها لفرق التفتيش التابعة لها، فهل تفتح «إسرائيل» أبوابها ذات الأهداف النووية العدوانية.
للتفتيش كما فعلت إيران ذات الأهداف السلمية؟! ولماذا لايضغط المجتمع الدولي على «إسرائيل» بدلاً من انصياعه للضغط الأميركي والصهيوني؟!.
|