تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إلغاء المشاركة الإسرائيلية في المناورات التركية...بعض نتـــاج حــرب إسرائيل على غــــزة

لوموند
ترجمة
الأربعاء 21-10-2009م
ترجمة: مها محفوض محمد

لم تعد الأمور على مايرام بين إسرائيل وتركيا، فهناك ارتياب إسرائيلي كبير من أن أنقرة تريد إعادة توازن دبلوماسيتها والعودة إلى مكانها في العالم الإسلامي.

لقد حاولت الحكومة الإسرائيلية التقليل من شأن النتائج الدبلوماسية الناجمة عن قرار أنقرة بإلغاء مشاركة إسرائيل في التدريبات العسكرية الجوية التي تجري عادة بين 12-23 تشرين الأول لكن الأمر يبدو أبعد من ذلك.‏

التعاون العسكري بين إسرائيل وتركيا قائم منذ عام 1996 وكانت العلاقات قوية حتى بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002، لكن التحفظ التركي حيال هذا التعاون بدأ غداة شن إسرائيل حربها على غزة. ومنذ أيام فقط تم الإعلان رسمياً عن إلغاء المناورات الجوية المشتركة في خليج كونيا القاعدة التي اعتاد الطيران الإسرائيلي استخدامها والتي قد لا تستخدم بعد اليوم لهجوم إسرائيلي محتمل ضد إيران!.‏

الدبلوماسيون الإسرائيليون يترددون بالحديث عن هذه الأزمة في العلاقات الثنائية وبشكل غير رسمي وإسرائيل تعزو السبب إلى اجتماع مجلس التعاون الاستراتيجي السوري-التركي الذي تم على أعلى المستويات في سورية (حلب) والذي عقد في الثالث عشر من تشرين الأول الحالي وبأنه دليل إضافي على رغبة تركيا بالابتعاد عن إسرائيل والاقتراب من جيرانها المسلمين.‏

كما اعتبرت إسرائيل أن الإعلان عن القيام بمناورات عسكرية تركية سورية قريباً هو تأكيد لفرضيتها.‏

التدريبات التي تجريها عادة تركيا مع إسرائيل منذ العام 2001 كان من المفترض أن تنضم إليها الولايات المتحدة وعدد آخر من دول حلف الناتو لكن تركيا تخلت عن هذه المشاركة وبشكل رسمي، ولم يخف وزير الخارجية التركي أن هذا القرار مرتبط بالحرب التي شنتها إسرائيل على غزة نهاية العام 2008 أيضاً بالحصار الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.‏

ويتبادل المسؤولون في تركيا وإسرائيل الاتهامات بتصعيد التوتر بينهما، لكن التلميح والإلحاح على الطابع الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين جاء قوياً من الجانب الإسرائيلي وأن القرار كان نشازاً ويؤكد دبلوماسي إسرائيلي أن هذا القرار هو تحول كارثي في العلاقات الآخذة في التدهور بين البلدين ولاننسى أن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان عبر عن صدمته بل اعتبرها جرحاً حين قام ايهود أولمرت بزيارة تركيا قبل الهجوم على غزة بيومين ولم ينبس ببنت شفه عن نيات الحكومة الإسرائيلية بشن هذا الاعتداء.. من ناحية أخرى أردوغان لم يخف يوماً تحفظاته حيال التعاون العسكري المدعوم من الجنرالات الأتراك والإسرائيليين.‏

اليوم يدرك الدبلوماسيون الإسرائيليون أنه وبعد زمن طويل من العلاقات المميزة مع الأتراك فإن تركيا أردوغان بجذورها الإسلامية ومنذ أن وصل حزب العدالة والتنمية إلى السلطة تريد العودة إلى محيطها الإسلامي الذي كانت عليه في الماضي وهاهي تستأنف علاقاتها مع دمشق جهاراً وتهتم بعلاقاتها مع إيران.‏

لكن هذا التطور لم يتسارع إلا بسبب الخزي والعار الذي جلبته إسرائيل لنفسها بسبب عدوانها على غزة ويكبر قلق الدولة العبرية جراء هذا التطور الدبلوماسي، حتى لو بقيت العلاقات العسكرية قوية مع تركيا فإسرائيل بحاجة إلى استخدام الأجواء التركية ذلك لكي يتاح لطياريها التدريب ضمن عمق استراتيجي أكبر قد يغيب الآن.‏

برنامجان مهمان كانا قيد الإعداد: تحديث الدبابات M60 والذي كان على وشك الانتهاء وطائرات مقاتلة F16 تركية.‏

لقد تبين لإسرائيل أن قدرة تأثيرها على تركيا البلد المسلم الهام والحليف لها تتراجع وبذلك يعتبر الإسرائيليون أنهم قد يفقدون هذا الحليف، وماتخشاه إسرائيل الآن هو أن تقع التكنولوجيا العسكرية والمعلومات المتبادلة مع أنقرة أن تقع مستقبلاً في أيدي أعداء إسرائيل.‏

ولم يخف أفيغدور ليبرمان غضبه باستدعاء السفير التركي في تل أبيب بحجة أن التلفزيون التركي عرض جنوداً إسرائيليين يقتلون السجناء لكن رئيس الوزراء أردوغان اعتبر هذا التصرف رداً مستتراً على إلغاء المناورات العسكرية بقوله: إن تركيا بلد كبير لايمكن لأحد أن يملي عليها قراراته، وأي سلطة سياسية يجب أن تأخذ في الحسبان رأي الشعب التركي وطلباته.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية