تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تلفزيــــون لبنــــان يعيدهـــم إلـــى الواجهــــة

فضائيات
الأربعاء 21-10-2009م
أديب مخزوم

منذ سنوات طويلة يستعيد تلفزيون لبنان المسلسلات القديمة والبرامج المنوعة المحفوظة في أرشيفه منذ ستينيات القرن الماضي.. وتبدو هذه المسلسلات والسهرات الحوارية بأغانيها المصورة بالاسود والابيض

بمثابة تحف فنية نادرة تستحضر جوانب مهمة من تجليات الفن العربي في مرحلته الذهبية الخالدة.‏

وقد أعاد تلفزيون لبنان عرض سهرة تلفزيونية حوارية وغنائية مع المطربة المعتزلة طروب وهي من اعداد نجيب حنكش وماري أبو سمح، وكانت هذه الاستعادة مناسبة لإثارة الحديث حول ألحان طروب، ولاستنباط الاسباب الحقيقية التي جعلت التلحين والتأليف الموسيقي يكاد يقتصر على الرجال دون النساء، وبعبارة أخرى: لماذا لاتوجد في كل الأزمنة ملحنات نساء إلا في حالات استثنائية ونادرة؟ والسؤال الأكثر اثارة للجدل: لماذا لم يشهد عصرنا ولادة ملحنة تقدم ألحانا لسواها ، مع أن هناك فنانات غامرن بوضع الألحان لأنفسهن مثل سمية بعلبكي وجاهدة وهبي وطروب وقبلهما لوردكاش؟‏

ولم تكن هذه الحوارية الاستعادية مع طروب مناسبة لإعادة تقييم الابداع الانثوي في مجال صياغة الجمل اللحنية فحسب، وانما كانت ايضا مناسبة لإثارة التساؤلات حول اسباب تراجع الثنائيات الغنائية، فالمعروف عن طروب انها شكلت مع محمد جمال ثنائياً ناجحاً وأشعلت ثورة في الافلام الاستعراضية وانقلاباً اجتماعياً استفادت منه فنانات جئن من بعدها ، وقد لفتت انتباه الموسيقار الخالد فريد الأطرش وجعلته يلحن لها أغنية «عالكورنيش».‏

وما لفت نظري في هذه السهرة الحوارية الاستعادية قيام طروب بتأدية أغنية (قدك المياس) التي لحنها لها الموسيقار سهيل عرفة، يوم كان يتألق اللحن السوري ويأخذ موقعه المتقدم في الحركة الفنية العربية.‏

وفي تأملاتنا لهذا الماضي الغنائي والموسيقي، نتطلع إلى نهضة فنية محلية مرتقبة تعيد الروح الى الحركة الفنية السورية والعربية ، فخطوات العودة الى الماضي الغنائي والموسيقي قادرة على اعطاء الفن العربي زخماً قوياً، وتحقيق قفزات نوعية في مسار تطوير وتحديث التراث وايجاد توازنات منطقية بين الماضي والحاضر وتوليفة المستقبل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية