وخاصة الطلاب والموظفين منهم الذين يواجهون في كل يوم صعوبات بالغة في الوصول إلى مدينة درعا ومن ثم العودة منها إلى قراهم وأماكن سكنهم، وتبدأ عادة رحلة المتاعب والسفر لركاب المحافظة منذ الساعات الأولى لصباح كل يوم، وبالتحديد من السابعة وحتى التاسعة صباحاً، حيث يتجمع الركاب في مراكز ومواقف انطلاق السرافيس بالمدن الكبيرة مثل: نوى والشيخ مسكين وبصرى وطفس وغيرها وينتظرون فترات طويلة حتى يتسنى لهم السفر إلى درعا وعلى دفعات وربما يصعب على بعضهم الفوز بمقعد.
وتبدو الأزمة الصباحية في الانتقال إلى درعا واضحة للعيان في مدن الشيخ مسكين ونوى وبصرى، حيث يتوافد ركاب القرى والبلدان المجاورة إلى مراكز تلك المدن منذ الصباح الباكر ليتابعوا بعد ذلك سفرهم إلى مركز المحافظة، ومن هنا فإننا نشاهد كل يوم آلاف المسافرين يتجمعون في مراكز انطلاق المدن الكبيرة.
وفي الواقع فإن معاناة الركاب في درعا لم تتوقف عند هذا الحد فما أن تنتهي أزمة الفترة الصباحية ويلتحق العاملون في مراكز عملهم حتى تبدأ أزمة العودة من درعا إلى القرى.
وفي الواقع فإن أزمة نقل الركاب بدرعا ليست محصورة على خطي نوى - درعا، والشيخ مسكين - درعا فقط، بل إنها قائمة على جميع الخطوط الداخلية التي تربط مدينة درعا بقرى ومدن المحافظة الأخرى، فالأزمة على خط درعا - الشجرة، وطفس - درعا، وبصرى - درعا، وعلى جميع الخطوط الداخلية تقريباً.
وإذا كنا قد اخترنا مدينتي نوى والشيخ مسكين مثلاً للحديث عن أزمة السير على الخطوط الداخلية في المحافظة فذلك لأن معظم الذاهبين إلى درعا من القرى ينتقلون أولاً إلى هاتين المدينتين ثم يتابعون رحلتهم الشاقة إلى درعا، إذ قلما نجد (سرفيساً) يعمل مباشرة من قرية بعيدة إلى مركز المحافظة، علماً أن الميكروباصات المسجلة في مديرية نقل درعا قد حددت خطها إما دمشق - درعا، وإما درعا - المدينة أو القرية التي يتبع لها الميكروباص.
وخلاصة القول إن مشكلة نقل الركاب بدرعا تربك المسافرين حالياً وتعوق عملهم وتؤخر إنجاز معاملاتهم وتثقل كاهلهم وتحول دون وصول طلاب المعاهد والجامعات في الوقت المناسب، وعليه فلابد من قيام الجهات المعنية بدرعا بمعالجة هذه المشكلة، ووضع الحلول الجذرية والشاملة لها، ونعتقد أن لجنة السير وشرطة المرور ومديرية النقل بالمحافظة هي في مقدمة تلك الجهات.