تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بــــين المتعــــــــة والإبهـــــــــار

ثقافة
الأربعاء 21-10-2009م
أحمد بوبس

هل يعيد التاريخ نفسه وتقدم أمتنا محرراً جديداً للقدس ؟ أسئلة استفاقت في مخيلتي وأنا أتابع بشغف العرض المسرحي الغنائي الراقص (صلاح الدين) الذي قدمته فرقة إنانا بمناسبة الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية لهذا العام.

عرض (صلاح الدين) هو بحق من أضخم العروض التي قدمتها فرقة إنانا منذ تأسيسها عام 1990 والعرض يحكي قصة البطل صلاح الدين الأيوبي منذ بدأ استعداده لتحرير القدس من الفرنجة مروراً بمعركة حطين التي حقق فيها نصراً مؤزراً على المعتدين وانتهاء بتوقيع اتفاقية السلام التي تقضي بخروج الفرنجة من القدس وفلسطين وعودتهما محررتين إلى أصحابهما الأصليين، وكانت لفتة جميلة وموفقة في الختام ذلك الاسقاط على الواقع الحالي للقدس وفلسطين بانتظار صلاح الدين جديد يخلصهما.‏

ووقفة عند فنيات وتقنيات العرض فإن مخرج العرض جهاد مفلح استخدم كل التقنيات اللازمة لإنجاح العرض، ساعده في ذلك الإمكانات الفنية الكبيرة لمسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون.‏

استخدم جهاز العرض السينمائي لإظهار جحافل الجيوش بما فيها من خيول وجمال ومعدات، والمعارك الضارية التي صورت في أماكن طبيعية شبيهة بمواقع المعارك الحقيقية وهذا مالايمكن تقديمه على المسرح فجاءت الشاشة والعروض عليها امتداداً طبيعياً وصادقاً للمسرح بل إنه أحياناً كان يختلط علينا أن مانشاهده على المسرح أم على الشاشةإذ كانت المشاهد السينمائية والمسرحية موصولة ببعضها.‏

وقد تألق الممثلون في أداء أدوارهم بدءاً من الفنان الكبير عبد الحكيم قطيفان الذي أقنعنا بشخصية صلاح الدين الأيوبي التي أداها باتقان ساعده في ذلك تقاطيع وجهه الجادة وصوته الجهوري الواضح.‏

ولا ننسى أيضاً نوار بلبل الذي أتقن دور الأمير الفرنجي رينو وحسام الشاه بدور الملك غاي وغسان عزب بدور الأمير ريموند وعادل علي البطريرك هرقل ورامز الأسود الأمير بالباني و الممثلة عبير شمس الدين بدور خاتون وكان ظهورها على الشاشة فقط.‏

ولابد لنا من وقفة عند المجاميع الراقصة التي قدمت اللوحات المختلفة سواء لوحات الرقص والغناء بمرافقة أصوات رشا رزق وعاصم سكر وحسان عمراني أو لوحات المعارك، وكان الأداء مدهشاً، ساعد في ذلك البناء القوي لأجسام الراقصين فقام بعضهم بحركات صعبة بل خطرة وهم معلقون في الفضاء بحبال تدلت من سقف المسرح.‏

ولابد أيضاً من التوقف عند اللغة الحوارية في العرض، فقد كتبت بلغة عربية فصيحة قوية وجميلة من قبل علي الرواحي ونجح في وضع السيناريو لها ياسر الأيوبي، وكان للموسيقا والألحان التي وضعها محمد هباش دور مهم في نجاح العمل، فقد كانت تساعد في خلق الأجواء المناسبة للحدث من حزن وفرح وحماس وحرب.‏

بشكل عام كان العرض مفاجأة جميلة لنا، تستحق عليه فرقة إنانا وطاقمها كل تحية وتقدير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية